للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلك قول ابن عاشور وقد تقدم: " وليس هو من صبَا يصبو إذا مال لأن قراءة الهمز تدل على أن ترك تخفيف الهمز في غيرها تخفيف لأن الأصل توافق القراءات في المعنى " (١).

حجة أصحاب القول الثاني وهم الذين يرون أن (الصابئين) بمعنى مائلين:

وهم الذين يرون أن الصابئين من صبا يصبو إذا مال وبنوا هذا المعنى على القراءة التي اختاروها وهي الصابين بدون همز، وهذا قول نافع ولذلك لم يهمز (٢).

القول الراجح:

هو ما ذهب إليه ابن عاشور من أنه ليس هناك خلاف أصلاً بين القراءتين , وإنما القراءة الثانية بدون همز من باب التسهيل، فيكون المعنى في كلاهما على الأصل وهو الهمز، وهذا يدل على مدى استحضاره للقاعدة.

وهذا الذي يراه ابن عاشور نجده واضحاً عند الشاطبي في قوله:

وَفي الصَّابِئِينَ الْهَمْزَ وَالصَّابِئُونَ خُذْ وَهُزْؤاً وَكُفْؤاً في السَّوَاكِنِ (فُـ) صِّلاَ.

أي خذ الهمز فيهما لأنه الأصل (٣) ..

٣ - قراءة " لامستم ":

قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ


(١) التحرير والتنوير / ابن عاشور، ج ١، ص ٥٣٣.
(٢) انظر النكت والعيون / الماوردي، ج ١، ص ١٣٣.
(٣) إبراز المعاني من حرز الأماني / أبو شامة ,ج ١ , ص ٤٤٢.

<<  <   >  >>