للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} (١)

اختلفت قراءات القراء في كلمة (لَامَسْتُمُ) (٢) وقد ساق هذا الخلاف ابن عاشور في تفسيره فقال: " وقرأ الجمهور "لامستم" بصيغة المفاعلة؛ وقرأه حمزة والكسائي وخلف " لمستم "بدون ألف، ورجّح ابن عاشور أن القراءتين بمعنى واحد فقال: " وهما بمعنى واحد على التحقيق، ومن حاول التفصيل لم يأت بما فيه تحصيل، وأصل اللّمس المباشرة باليد أو بشيء من الجسد " (٣).

وهذا المثال يدل على استحضار ابن عاشور لهذه القاعدة.

وقد ذهب إلى ذلك جميع من اعتمدتهم من المفسرين (٤).

أما الخلاف الواقع بين المفسرين في معناها فذلك بناءً على اختلاف القراءات فيما يبدو لي حيث اختلفوا هل المراد بقوله: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} الجماع،


(١) سورة النساء، الآية (٤٣).
(٢) فمنهم من قرأها (لا مستم) ومنهم من قرأها (لمستم)، والقراءتان متواترتان. انظر السبعة / ابن مجاهد، ص ٢٣٤، والتيسير / الداني، ص ٩٦، ومتن الشاطبية / الشاطبي , ص ٩٠ , والبدور الزاهرة / عبد الفتاح القاضي، ص ٨٧.
(٣) التحرير والتنوير، ج ٣، ص ٦٦.
(٤) انظر جامع البيان / الطبري، ج ٥، ص ١٣٠، والمحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٢، ص ٥٨، والتفسير الكبير / الرازي، ج ٤، ص ٨٩، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ٥، ص ٢٦٦، والبحر المحيط / أبو حيان، ج ٣، ص ٢٦٨، وتفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ٤، ص ٤٣، وفتح القدير / الشوكاني، ج ١، ص ٤٧٠، وروح المعاني / الألوسي، ج ٣، ص ٤١، ومحاسن التأويل / القاسمي، ج ٣، ص ١٣١.

<<  <   >  >>