للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منهاجه وطريقته في الكفر بالله من قومه يسومونكم سوء العذاب)، يقول: إذ يحملونكم أقبح العذاب وسيئه " (١).

ويقول ابن عطية: " ثم عدد _ الله _ عليهم في هذه الآية النعم التي يجب من أجلها أن لا يكفروا به ولا يرغبوا عبادة غيره " (٢).

كما ذكر أبو حيان في تفسيره أن هذا الفعل الذي هو الإنجاء من عدوهم هو من أعظم النعم، فناسب الأعظم نسبته للمعظم نفسه (٣).

وللشعراوي تعليل في ترجيح هذا القول حيث يقول: " لقد جاء "بالواو " هنا للعطف. لأن المتكلم هنا مختلف، فقد يكون المتكلم الله، وسبحانه يمتن بقمة النعم" (٤).

حجة القائلين: إن الآية من كلام موسى عليه السلام:

حجتهم في ذلك قراءة ابن عامر، قال ابن عاشور: " ويعضده قراءة ابن عامر: (واذ أنجاكم) (٥) والمعنى: أأبتغي لكم إلهاً غير الله في حال أنه فضلكم على العالمين، وفي زمان أنجاكم فيه من آل فرعون بواسطتي، فابتغاء إله غيره كفران لنعمته، فضمير المتكلم المشارَك يعود إلى الله وموسى، ومعاده يدل عليه


(١) جامع البيان / الطبري، ج ٩، ص ٥٨.
(٢) المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٢، ص ٤٤٨.
(٣) انظر البحر المحيط / أبو حيان، ج ١، ص ٣٥٠.
(٤) تفسير الشعراوي، ج ٧، ص ٤٣٣٤.
(٥) انظر السبعة / ابن مجاهد، ص ٢٩٣، والتيسير / الداني، ص ١١٣.

<<  <   >  >>