للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن مسعود - رضي الله عنه -: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} (١) وإن كان عبدا شقيا، قالت الملائكة: ربنا، فنيت حسناتُه وبقي طالبون كثير، فيقول: خذوا من أعمالهم السيئة فأضيفوها إلى سيئاته، وصُكُّوا له صَكًّا إلى النار " (٢).

قال ابن عطية: " المعنى أنه عند النفخة الثانية وقيام الناس من القبور , فهم حينئذ لهول المطلع , واشتغال كل امرئ بنفسه , قد انقطعت بينهم الوسائل وزال انتفاع الأنساب فلذلك نفاها المعنى (فلا أنساب) , وروي عن قتادة أنه قال: ليس أحد أبغض إلى الإنسان في ذلك اليوم ممن يعرف؛ لأنه يخاف أن تكون له عنده مظلمة وفي ذلك اليوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ويفرح كل أحد يومئذ أن يكون له حق على ابنه وأبيه، وقد ورد بهذا الحديث، وكذلك ارتفاع التساؤل والتعارف لهذه الوجوه التي ذكرناها ثم تأتي في القيامة مواطن يكون فيها السؤال والتعارف " (٣).

ورجّح ابن عطية هذا القول بقوله: وهذا التأويل حسن ,, وهو مروي المعنى عن ابن عباس - رضي الله عنه - (٤).

وكذلك ابن كثير حيث يقول: " يخبر تعالى أنه إذا نفخ في الصور نفخة


(١) سورة النساء، الآية (٤٠).
(٢) أخرجه ابن المبارك في الزهد، ص ٤٩٨، ح- ١٤١٦، والطبري مقطعاً، ج ١٨، ص ٦٨، وأبو نعيم في الحلية، ج ٤، ص ٢٠٢.
(٣) المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٤، ص ١٥٦.
(٤) المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٤، ص ١٥٦.

<<  <   >  >>