للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا ينطقون بحجة:

أجاب الرازي عن ذلك بعدة وجوه , ذكر منها قول الحسن , وهذا قوله: "فيه إضمار، والتقدير: هذا يوم لا ينطقون فيه بحجة، ولا يؤذن لهم فيعتذرون، لأنه ليس لهم فيما عملوه عذر صحيح وجواب مستقيم، فإذا لم ينطقوا بحجة سليمة وكلام مستقيم فكأنهم لم ينطقوا، لأن من نطق بما لا يفيد فكأنه لم ينطق، ونظيره ما يقال لمن ذكر كلاماً غير مفيد: ما قلت شيئاً (١).

وقال القاسمي: " أي بحجة أو في وقت من أوقاته؛ لأنه يوم طويل ذو مواقف ومواقيت. أو جعل نطقهم كلا نطق؛ لأنه لا ينفع ولا يسمع، فلا ينافي آية: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} (٢) وآية {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} (٣) (٤).

القول الراجح

هو ما رجحه ابن عاشور ومن سبقه من المفسرين، وقد وضح ذلك بقوله " واعلم أنه لا تعارض بين هذه الآية وبين الآيات التي جاء فيها ما يقضي أنهم يعتذرون ".

وبنحو هذا أجاب ابن عباس - رضي الله عنه - نافع بنَ الأزرق حين قال نافع: إنِّي أجد


(١) التفسير الكبير/ الرازي، ج ١٠، ص ٧٧٧.
(٢) سورة الأنعام، الآية (٢٣).
(٣) سورة النساء، الآية (٤٢).
(٤) محاسن التأويل / القاسمي، ج ٩، ص ٣٠٤.

<<  <   >  >>