للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله" وإن إطلاق التهلكة على السرف بعيد وعلى البخل أبعد.

وذكر ابن عاشور قولاً آخر يشبه القول السابق وهو: أن المقصود بالتهلكة الإمساك من النفقة على الفقراء , وكذلك استبعده ابن عاشور لعدم مناسبة العطف وإطلاق التهلكة على الإمساك (١).

حجة من قال: إن المراد بالتهلكة الخروج بغير زاد:

دليلهم أن ذلك قد كان فعله قوم فأداهم ذلك إلى الانقطاع في الطريق، أو يكون عالة على الناس (٢).وهو من قول زيد بن أسلم (٣)، والمعنى لا تسافروا في الجهاد بغير زاد.

حجة من قال: إن المراد بالتهلكة الاستسلام في الحرب:

استدلوا بقول البراء بن عازب - رضي الله عنه -: أي لا تقتحموا في الحرب بحيث لا ترجون النفع، ولا يكون لكم فيه إلا قتل أنفسكم فإن ذلك لا يحل، وإنما يجب أن يقتحم إذا طمع في النكاية وإن خاف القتل، فأما إذا كان آيساً من النكاية وكان الأغلب أنه مقتول فليس له أن يقدم عليه (٤)، ونقل عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال في هذه الآية: هو الرجل يستقل بين الصفين (٥).

وقد ردّ قوم هذا القول.


(١) التحرير والتنوير، ج ٢، ص ٢١٥.
(٢) الجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ٢، ص ٣٦٠.
(٣) أخرج روايته الطبري في تفسيره، ج ٢، ص ٢٤٣.
(٤) لم أقف على تخريجه. انظر التفسير الكبير/ الرازي، ج ٢، ص ٢٩٥.
(٥) لم أقف عليه في كتب الأحاديث والمصنفات.

<<  <   >  >>