للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فينبغي أن تكون مقصودة من الآية، وكأنّ لفظ الفرش لا يوازنه غيره في جمع هذه المعاني، وهذا من إعجاز القرآن من جانب فصاحته، فالحمولة الإبل خاصّة، والفَرش يكون من الإبل والبقر والغنم على اختلاف معاني اسم الفرش الصّالحة لكلّ نوع مع ضميمته إلى كلمة (من) الصالحة للابتداء.

فالمعنى: وأنشأ من الأنعام ما تحملون عليه وتركبونه، وهو الإبل الكبيرة والإبل الصّغيرة، وما تأكلونه وهو البقر والغنم، وما هو فرش لكم وهو ما يُجزّ منها، وجلودها " (١).

وقد وافق قول ابن عاشور قول القرطبي حيث وصف هذا اللفظ بأنه لفظ مشترك، كما حسّن قول من قال أن الفرش ما خلقه الله من الجلود والصوف مما يجلس عليه ويتمهد (٢)

ورجّح ابن جرير أن الفرش كل ما قرب جسمه من الأرض، وقريب منه قول ابن عطية، والرازي، والقرطبي (٣).

وساق أبو حيان، والشوكاني، والألوسي، والقاسمي معظم الأقوال الواردة في الفرش ولم يرجّحوا أحدها (٤).


(١) التحرير والتنوير، ج ٥، ص ١٢٦.
(٢) انظرالجامع لاحكام القرآن / القرطبي، ج ٧، ص ١١٢.
(٣) انظر جامع البيان / الطبري، ج ٨، ص ٧٨.، والمحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٢، ص ٣٥٤.، والتفسير الكبير / الرازي، ج ٥، ص ١٦٥، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ٧، ص ١١٢.
(٤) انظر البحر المحيط / أبو حيان، ج ٤، ص ٢٤١، وفتح القدير / الشوكاني، ج ٢، ص ١٦٩، وروح المعاني / الألوسي، ج ٤، ص ٢٨٢، ومحاسن التأويل / القاسمي، ج ٤، ص ٥٢١.

<<  <   >  >>