للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحسّن ابن كثير قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في أن الفرش ما تأكلون وتحلبون، شاة لا تحمل تأكلون لحمها، وتتخذون من صوفها لحافاً وفراشاً (١)، وهو قريب من ترجيح الطبري.

وإليك الآن حجة أصحاب كل قول، وإن كان بين الأقوال تداخل:

حجة من قال: إن الفرش كل ما قرب من الأرض جسمه:

حجتهم في ذلك: أن الفرش صفة لما قرب جسمها من الأرض كا لأغنام.

قال الطبري: " والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: أن "الفرش"، إنما هو صفة لما لطف فقرب من الأرض جسمه، ويقال له: "الفرش" , وأحسبها سميت بذلك تمثيلا لها في استواء أسنانها ولطفها بالفَرْش من الأرض، وهي الأرض المستوية التي يتوطَّؤُها الناس " (٢).

وقال الخازن: " الفرش مالا يصلح للحمل سمي فرشاً لأنه يفرش للذبح ولأن قريب من الأرض لصغره " (٣).

حجة من قال: إن الفرش صغار الإبل:

احتج أصحاب هذا القول بأن الأنعام تطلق على الإبل وحدها، وبذلك يكون قوله: {وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا} أي من الإبل حمولة وفرشاً.

قال مجاهد: الحمولة ما قد حمل من الإبل، والفرش صغار الإبل التي لم


(١) انظر تفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ٦، ص ١٩٢.
(٢) جامع البيان / الطبري، ج ٨، ص ٧٨.
(٣) لباب التأويل في معاني التنزيل / الخازن، ج ٢، ص ١٦٥.

<<  <   >  >>