للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك، وتجتمعُ هي وما يتحصل من مصلها (١)، في قناة واحدة إلى البركة التي ينزلها الحجاج وقد تقدم ذكرها قبل هذا، والله أعلم.

فأما عين النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- التي ذكرها ابن النجار فليست تُعرف اليوم، وإن كانت كما قال عند الكهف المذكور، فقد دثُرت وعفا أثرها، والله أعلم.

والآبار المذكورة ست والسابعة لا تعرف اليوم إلّا بما يُسمع من قول العامة أنها بئر جَمل، ولم يُعلم أين هي، ولا مَنْ ذكرَها، غير ما ورد في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: أقبلَ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من نحو بئر جمل (٢). وروى ابنُ زَبالة أيضًا فيها، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله وأسامة بن زيد قالا: ذهب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى بئر جمل، وذهبنا معه فدخل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، ودخل معه بلال فقلنا: لا نتوضأ حتى نسأل بلالًا، كيف توضأ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فقال: توضأ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومسح الخفين والخمار (٣). ولم تذكر بئر جمل في السبع المشهورات والله أعلم. إلّا أني رأيت حاشية بخط الشيخ أمين الدين أبو اليمن (٤) ابن عساكر -رحمه الله- على نسخة من الدرة الثمينة في أخبار المدينة، للشيخ محب الدين بن النجار، ما مثاله العدد، ينقص عن المشهور بئرًا واحدة. لأن المثبت ست والمأثور


(١) هكذا في الأصل إلّا أن الكلمة غير مفهومة والأقرب أن تكون مصلبها كما في (ب) أي منبعها.
(٢) بئر جمل ورد ذكرها عند من هو أهم من ابن زبالة وهو البخاري في حديث: «أقبل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه». (ج ١ ص ٨٧) ورجح السمهودي أنها تقع بالقرب من بئر أبي أيوب الأنصاري في بني النجار شرقي المسجد النبوي في موضع يعرف بالمناصع. (وفاء الوفاء ج ٣ ص ٩٦٠)، بينما وصفها الفيروزآبادي بأنها تقع من ناحية الجرف في آخر العقيق وذكر احتمال تسميتها برجل حفرها اسمه جمل، أو سميت بجمل سقط فيها. المغانم المطابة ج ٢ ص ٦٢٨. وهذه البئر غير معروفة الآن.
(٣) مسلم: صحيحه ج ١ ص ٢٣١.
(٤) أبو اليمن سقطت من (ص).

<<  <   >  >>