للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المشهور سبع، والسابعة اسمها بئر العِهن بالعالية يزرع عليها اليوم، وعندها سدرة ولها اسم آخر مشهورة به.

قلت: بئر العِهن هذه معروفة بالعوالي انتقلت بالشراء إلى الشهيد المرحوم علي بن المطرف العُمري -رحمه الله- (١)، وهي بئر مليحة جدًا منقورة في الجبل، وعندها سدرة كما ذكر. ولا تكاد تنزف أبدًا (٢). وذكر ابن زبالة محمد بن الحسن في تاريخه عدة آبار المدينة، وسماها في دور الأنصار ونقل أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أتاها، وتوضأ من بعضها، وشرب منها، لا يعرف اليوم منها شيء، ومن جملة ما ذَكرَ بئر بالحرة الغربية في آخر منزلة النَّقا على يسار السالك إلى بئر علي المحَرَم (٣)، وعلى جانبها الشمالي بناءٌ مستطيل مُجصص، يُقال لها السقيا كانت لسعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-. ونُقِلَ أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عرض جيش بدر بالسقيا، التي كانت لسعد، وصلى في مسجدها، ودعا هنالك لأهل المدينة، أن يُبارك لهم في مدهم، وصاعهم، وأن يأتيهم بالرزق من ههنا، وههنا، وههنا. وشرب -صلى الله عليه وآله وسلم- من بئرها ويقال لأرضها الفُلجان (٤)؛ وهي اليوم معطلة خراب. وهي بئر مليحة كبيرة منقورة في الجبل (٥).


(١) علي بن مطرف العُمري ينسب إلى آل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عاش في جماعة عرفوا باسم العمريين كانت لهم شوكة وحرمة بالمدينة في القرن السابع، وكان علي هذا شيخهم حتى قتل خنقًا في عام ٧٢٨ هـ، وكان المؤلف على علاقة وصلة طيبة بهم. ابن فرحون: نصيحة المشاور وتعزية المجاور ص ١٨٧.
(٢) بئر العهن بالكسر من العهن وهو نوع من الصوف ورجح السمهودي أنها بئر العسرة كانت تسمى في الجاهلية العسرة فغير اسمها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وتسمى أيضًا بئر بني أمية لوقوعها في منازلهم (وفاء ج ٣ ص ٩٧٨ - ٩٨٢) شمالي المسجد النبوي. وأنها زالت أو تغير اسمها منذ زمن.
(٣) أي على يسار السالك إلى الميقات، وسمي وقتذاك أحيانًا بئر علي. والمعروفة في زماننا بآبار علي.
(٤) الفلجان: هي سواقي الزرع وقنوات الماء وسميت أرض السقيا الآتي تعريفها بذلك لكثرة سواقيها.
(٥) بئر السقيا: هي أحد آبار المدينة المشهورة، استعرض الرسول عندها جيشه في طريقه إلى بدر واستعداده لها، وشرب من مائها ودعا لأهل المدينة. وكانت لسعد بن أبي وقاص فهناك أرضه المعروفة باسم الفلجان وظلت هذه البئر معروفة حتى عهد قريب جنوبي أول سكة حديد الحجاز غير بعيدة غربًا عن مسجد السلطان عبد الحميد المعروف حاليًا باسم مسجد العنبرية، ثم أزيلت لمجيء الطريق المؤدي إلى عروة عليها فذهبت وذهبت فلجانها. السمهودي: وفاء ج ٣ ص ٩٧٢ - ٩٧٣؛ عبد القدوس الأنصاري: آثار المدينة ص ٢٥١.

<<  <   >  >>