للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أشراف مخيض، فجبال مخيض من طريق الشام. وأما الحفياء فبالغابة من شامي المدينة. وأما ذو العشيرة فنقب في الحفياء. وأما تَيَم فجبل في شرقي المدينة. وذلك كله يشبه أن يكون بريدًا في بريد.

وفي السنن لأبي داود (١)، من حديث عدي بن زيد قال: حمى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كلَّ ناحية من المدينة بريدًا في بريد، ألّا يُخبط شجرُها، ولا يعضد، إلّا ما يُساق به الجمل. وروى الزبير بن بكار، نا محمد بن الحسن، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن حبيش، عن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حرم ما بين أحد وعير. قال أيضًا: نا محمد بن الحسن، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن حزام بن عثمان ابني جابر، عن أبيهما -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «كل دافعة دفعت (٢) علينا من هذه الشعاب فهي حرامٌ أنْ يُعضد، أو يُخبط، أو يُقطع، إلّا لعصفور قتب (٣)، أو مسد محالة (٤)، أو عصا جديدة»، وقال أيضًا: نا محمد بن الحسن عن إبراهيم بن محمد، عن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: أنه حمى الشجر ما بين المدينة وعيرة (٥)،


(١) سنن أبي داود ج ٢ ص ٢١٧.
(٢) دفعت إلينا أي اتجه سيلها نحو مدينتنا، وبما أن المدينة في موقع منخفض ومن ثم فهي بمثابة حوض فالملاحظ في حدود الشجر لها أن المواقع المعلمة كل سيولها تدفع وتنحدر نحوها، أي حدودها مما أحاط بها من جبال ووديان هو ما انحدر ماؤه نحوها فهو من حدودها وما سواه فلا وهو ضابط ومعيار لا يختلف على مر الزمن واللطيف أن هذا المفهوم لا يزال مرعيًا في العرف المحلي فيها في تحديد الجبال والشعاب، وذلك بقولهم في العقود «حدودها مردُ مائها».
(٣) عصفور قتب: القتب بتحريك المعجمتين هو رحل يوضع حول سنام البعير للركوب عليه شبيه بالرحل المعروف باسم الشداد. والعصفور هنا هو أحد أعواده. ابن منظور: لسان العرب ج ٥ ص ١٥.
(٤) مسد محالة: المسد الحبل يتخذ من الغزل والليف ونحوهما. والمحالة بكرة تصنع وقتذاك من خشب يسنى بها الماء من الآبار.
(٥) وعيرة جبل أحمر مرتفع معروف يقع إلى الشمال الشرقي من أحد، وغربي مطار المدينة في هذا الوقت وتتصل به جبال من شماليه ولكنه أدناها نحو المدينة.

<<  <   >  >>