للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإلى ثنية المُحدث (١)، وإلى أشراف مخيض وإلى ثنية الحفيا. وإلى مضرب القبة (٢)، وإلى ذات الجيش من الشجر أن يقطع، وأذن لهم في متاع الناضح (٣) أن يقطع من حمى المدينة (٤). وعنه أيضًا حدثني محمد بن الحسن، عن إبراهيم بن محمد، عن ابن حزم، عن عبد الله بن سليمان ابن الحكم الديناري، عن أبيه، أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- نزل بِمَضْرب القُبة، فقال: «ما بيني وبين المدينة، حِمًى لا يُعضد شجره» (٥)، فقالوا: إلّا المسد فأذن لهم.

قلت: وليس مضرب القبة اليوم معروفًا، ولا يعلم في أي جهة هو من جهات المدينة الشريفة، والله أعلم. والذي يظهر أنه ما بين ذات الجيش من غربي المدينة إلى مخيض، وجبل مخيض هو الذي على يمين القادم من طريق الشام حين يُفضي من الجبال إلى البِرْكة، وهي مورد الحجاج من الشام، ويسمونها عيون حمزة، وقد تقدم ذكرها، وروى الزبير بن بكار قال: حدثني محمد بن الحسن، عن عيسى بن سبرة بن حيان، عن موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: بَعثتْني عَمتي إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تستأذنه في مَسَد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «أقرئ عمتك السلام،


(١) ثنية المحدث: تعجب السمهودي من عدم التعريف بها من قبل مؤرخي المدينة، ولكنه تابعهم في ذلك (ج ١ ص ١٠١)، وسياق النص يدل على أنها غرب وعيرة ما بينها وبين مخيض في شمالي المدينة وقد رأيت عددًا من الثنايا هناك. وأرجح أنها إحداها.
(٢) مضرب القبة: موضع يقع بين جبل أعظم غربي ذي الحليفة ومخيض على طريق الشام فجهته معروفة وليس كما ذكر المؤلف فهو يبعد عن وسط المدينة قرابة عشرة أكيال أو يزيد، ولكن تحديد مكانه لا يزال غير معروف. السمهودي وفاء ج ١ ص ١٠١.
(٣) متاع الناضح: هي الأدوات التي تؤخذ للبعير ويُستعان بها للتحميل عليه مثل الخابور والشداد ونحو ذلك. ابن الأثير: النهاية ج ٤ ص ٢٩٢.
(٤) وهذا الحديث ضعيف جدًا وانظر طرقه والحكم على رواته: الرفاعي: الأحاديث الواردة في فضائل المدينة ص ١١١ - ١١٤.
(٥) قال الرفاعي: هذا الحديث واهٍ جدًا، وانظر طرقه عنده. الأحاديث الواردة في فضل المدينة ص ١١٠.

<<  <   >  >>