للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقل: لو أذنت لكم في مسد، طلبتم ميزابًا (١) ولو أذنت لكم في ميزاب، طلبتم خشبةً، ثم قال: حِماي (٢) مِنْ حيث انتسقت (٣) بنو فزارة لِقاحي» (٤).

قلت: وكانت لقاحه -صلى الله عليه وآله وسلم- ترعى بالغابة، وما حولها، فأغار عليها عيينة ابن حصن الفزاري (٥) يوم ذي قَرَد (٦)، كما ورد في الصحاح (٧)، واتفق لسلمة بن الأكوع ما اتفق من استنقاذ اللقاح، ووصول الفرسان إليه، وهو يقاتلهم، ويرميهم بالنبل أبو قتادة، وعكاشة بن محصن، وسعيد بن زيد، وهو أميرهم، والمقداد بن عمرو وغيرهم. وفي ذلك اليوم قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجَّالتنا سلمة بن الأكوع رضوان الله عليهم، ولحقهم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالناس بعد أن استنقذوا اللقاح، وقتلوا مَنْ قتلوا. وسُميت غزوة ذي قَرَد بالموضع الذي كان في القتال.

والحفياء شمالي الغابة، وثور كما تقدم جبل صغير شمالي أحد، ووعيرة شرقي جبل ثور، وهو أكبر من جبل ثور، وأصغر من جبل أحد، وتَيَم جبل كبير شرقي المدينة، وهو أبعد جهات الحرم، وعير وهو الجبل الكبير الذي


(١) الميزاب: هو آلة تستخدم في تصريف مياه أسطح المنازل، وتصنع من الخشب والحديد.
(٢) حماي: أي حمى حرمي وقد فصل المؤلف بعد قليل كل ذلك.
(٣) انتسقت بمعنى ساقت وأخذت.
(٤) إسناده ضعيف جدًا وفيه موسى بن محمد وكان منكر الحديث. الرفاعي: الأحاديث الواردة في فضل المدينة ص ١١٥.
(٥) عيينة بن حصن الفزاري: كان قائد غطفان وتولى الإغارة على لقاح رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فخرج لملاقاتهم في غزوة ذي قرد الآتية، ثم أسلم وشهد مع رسول الله فتح مكة وغزوة حنين. ابن هشام: السيرة النبوية ج ٣ ص ٣٢٣، ج ٤ ص ٢٢٣.
(٦) يوم ذي قرد: ذي قرد ماء كان لغطفان ما بين المدينة وخيبر على مسافة يومين قرابة ثمانين كيلًا عن المدينة. وهو هنا غزوة غزاها الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- ضد غطفان عندما أغارت على لقاحه في الغابة شمالي المدينة. ابن هشام: السيرة النبوية ج ٣ ص ٣٢٣؛ ياقوت الحموي: معجم البلدان ج ٤ ص ٣٢١.
(٧) انظر الإشارة إلى أنها كانت ترعى بذي قرد. عند مسلم ج ٣ ص ١٤٣٢.

<<  <   >  >>