للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من جهة قبلة المدينة الشريفة. وذات الجيش هي في وسط البيداء، والبيداء هي التي إذا رحل الحُجاج بعد الإحرام من ذي الحليفة استقبلوها مصعدين إلى جهة الغرب، وهي التي ورد فيها حديث عائشة -رضي الله عنه- ا حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش (١)، وفيها نزلت آية التيمم (٢)، وشماليها جبل كبير يسمى أَعظَم، وهي على جادة الطريق، وورد في تاريخ المدينة (٣) ما برقت السماء على أعظم إلّا استهلت، ويقال إن في أعلاه نبيًا مدفونًا أو رجلًا صالحًا، وهو جبل كبير مسطح، ليس بالشاهق، وإذا نزل الغيث أيام الربيع حصل لأهل المدينة بما فيه من العشب والنبات رفق كبير (٤)، وشماليه جبل مخيض إلى جهة طريق الشام كما تقدم، ويليه من الشام الحفياء. فهذا الذي يُعلم اليوم من حدود الحرم ويعرف باسمه.

: واتفق الشافعي (٥)، مالك (٦)، وأحمد (٧) رحمهم الله تعالى، على تحريم صيد المدينة، واصطياده، وقطع أشجارها. وقال أبو حنيفة (٨): لا يحرم شيء .... ذلك، واختلفت الرواية عن أحمد هل يُضمن صيدها وشجرها بالجزاء


(١) مر تعريفها قبل قليل.
(٢) آية التيمم هي: قوله تعالى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} الآية. سورة النساء، الآية: ٤٣.
(٣) لم يجدد المؤلف لِمَنْ، ويظهر أنه لابن شبة أو لأبي علي هجري، والأقرب أنه للأخير فهناك رواية عند السمهودي (ج ٤ ص ١١٢٨) منقولة عن الهجري قريبة مما نقله المؤلف هنا وإن كان هذا الوصف يطلقه المؤلف على كتاب الدرة الثمينة لابن النجار إلّا أن نسخته الحالية لا تتضمن ما ذكره والله أعلم.
(٤) جبل أعظم: أو عظم كما في بعض الروايات التاريخية جبل كبير شمالي ذات الجيش إلى الشمال الغربي من البيداء وغرب الحي المعروف باسم العزيزية. وذكر العياشي أنه يوجد في المنطقة جبل آخر يسمى عظيم أصغر من عظم. انظر السمهودي ج ٤ ص ١٢٢٨؛ العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر ص ٤٥٥.
(٥) روضة الطالبين ج ٣ ص ١٦٨.
(٦) الشرح الصغير ج ٢ ص ١١١.
(٧) المغني ج ٥ ص ١٩٠.
(٨) حاشية ابن عابدين ج ٢ ص ٢٥٦.

<<  <   >  >>