للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في مسجد دار النابغة (١)، وصلى في مسجد عدي بن النجار (٢)، قلت: وهذه الدار غربي مسجد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وهي دار عدي بن النجار، ومسجد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وما يليه من جهة المشرق، دار غنم بن مالك بن النجار. وروى عن القاسم بن عبيد الله، عن أبي بكر بن عمر، عن هشام بن عروة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في مسجد بني خُدرة (٣). ويَروي (٤) عن يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة، أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في بعض منازل بني خُدرة، فهو المسجد الصغير الذي في بني خُدرة، مقابل بيت الحية (٥).

قلت: ودار بني خدرة عند بئر البُصَّة، وعندها أطم مالك بن سنان أَبي (٦) سعيد الخدري، وآثاره باقية إلى اليوم، وروي أيضًا عن إبراهيم بن محمد بن عمرو بن يحيى، عن عمارة، عن أبيه، أن رسولَ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وضعَ مسجد بني مازن بن النجار (٧) بيده وهيأ قبلته، ولم يُصل فيه. وروي عن محمد بن


(١) مسجد دار النابغة. كان يقع إلى غربي المسجد النبوي بالقرب من ممر كان هناك يسمى إلى عهد قريب زقاق الطوال، وقد دخلت كل هذه المنطقة في توسعة المسجد النبوي الغربية.
(٢) مسجد دار عدي بن النجار قريب من موقع المسجد السابق حيث كانت دار النابغة ودار عدي متجاورتين. السمهودي: وفاء ج ٣ ص ٨٦٧.
(٣) مسجد بني خدرة وبنو خدرة هم آل الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري، ومسجدهم كان يقع بجوار بئر البُصة في أول طريق العوالي، حول عمارة وقف البوصة والنشير الحالي.
(٤) ما زال المؤلف ينقل عن ابن زبالة.
(٥) بيت الحية: أي بيت الحنش السام المعروف باسم الحية كان يقع أيضًا بالقرب من بئر البصة، ولهذا الاسم قصة عجيبة أوردها الإمام مسلم في صحيحه تتلخص في أن فتى من الأنصار كان حديث عهد بزواج فخرج مع الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في غزوة الخندق فكان هذا يستأذن أنصاف النهار ويذهب إلى أهله، وفي أحد الأيام ذهب إليهم فوجد زوجته قائمة على الباب فأنكر عليها ذلك وهو المتعود منها لزوم بيتها وعدم الظهور للناس، فأهوى عليها برمحه غيرة عليها، ولكنها أشارت عليه بدخول الدار لينظر ما الذي أخرجها، فدخل فرأى حية كبيرة في فراشهما، فأهوى عليها برمحة فقتلها فقرب منها وفيها بقية حياة فنهشته فمات الرجل والحية في وقت واحد وسمي ذلك البيت بيت الحية. انظر: صحيح مسلم ج ٤ ص ١٧٥٦.
(٦) ف كل النسخ أبو.
(٧) مسجد بني مازن كان يقع إلى الجنوب الشرقي من منازل بني زريق في جنوب غرب المسجد النبوي، وعده الخياري من المساجد الأثرية غير المعروفة، وقد دخلت هذه المنطقة في الوقت الحالي في توسعة ميادين المسجد النبوي ومواقفه الجنوبية. الخياري: تاريخ معالم المدينة ص ١٥٣.

<<  <   >  >>