للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موسى بن أبي غزية، عن يعقوب بن محمد بن أبي صَعْصعة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في بيت أم بُردة في بني مازن، قلت: ودار بني مازن بن النجار قبلي بئر البُصّة ودار بني خُدرة المذكورة قبلُ، وتُسمى الناحية اليوم أبا مازن غَيَّرها أهلُ المدينة، وأما العقود القديمة فمكتوب فيها بنو مازن. وكان إبراهيم ابنُ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مسترضعًا فيها كما ورد (١)، عند امرأة أبي سيف القين (٢)، ورُوي عن القاسم بن عبد الله عن أبي بكر بن عمر، عن يوسف الأعرج وربيعة بن عثمان، أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في مسجد بني حُدَيلة بالحاء المهملة وهو مسجد أبي بن كعب -رضي الله عنه-.

قلت: ودار بني حُديلة عند بئر حاء شمالي سور المدينة من جهة المشرق، قد صارت بئر حاء لأُبي بن كعب وحسان بن ثابت، حين دفعها إليهما أبو طلحة، كما ورد في الصحيحين وغيرهما (٣) من الكتب الصحاح. وبنو حديلة هم بنو معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار بن الخزرج. وذَكر أيضًا أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في مسجد (٤) بني دينار عند الغسالين، وأن


(١) لم يذكر المؤلف أين ورد، وانظر الخبر عند ابن حجر: الإصابة ق ٢ ج ٧ ص ١٩٧.
(٢) أبو سيف القين بفتح القاف أنصاري كان يعمل حدادًا في المدينة، وهو زوج أم سيف مرضعة إبراهيم ابن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-. ابن حجر: الإصابة ق ٢ ج ٧ ص ١٩٧.
(٣) البخاري ج ٣ ص ١٠١١، مسلم ج ٢ ص ٦٩٤.
(٤) مسجد بني دينار: مفهوم كلام المؤلف أن مسجد بني دينار يقع إلى الشمال الشرقي من المسجد النبوي غير بعيد عن مسجد الإجابة حيث منازل بني دينار من بني النجار، ولكن الثابت أن مكان الغسالين كان يقع غربي وادي بطحان عند مروره بغربي المصلى، وأنه كان لبني دينار نقب هناك يقع في بداية طريق العقيق، ولهذا صرح ابن زبالة بخلاف وصف المؤلف من قديم، وما زالت بالمدينة محلة بالوصف المذكور تسمى المغيسلة تصغير مغسلة تقع جنوبي باب العنبرية وخلف المحلة المعروفة بالزاهدية من ناحية الجنوب الغربي، ويقع في أولها مسجد أقرب ما يكون إلى موقع مسجد بني دينار حتى إن السمهودي رأى في عصره حجرًا في هذا الموقع مكتوبًا عليه مسجد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ج ٣ ص ٨٦٦، ٨٦٧.

<<  <   >  >>