للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- تزوج امرأة من بني دينار بن النجار، فاشتكى، فكان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يعوده فكلموه أن يصلي لهم في مكان يصلون فيه، فصلى في المسجد الذي في بني دينار عند الغسالين. ودار بني دينار بن النجار بين دار بني حُديلة، وبين دار معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار أهل مسجد الإجابة المتقدم ذكره في المساجد. فهذه بطون بني النجار كلها، ودورهم هذه المذكورة بالمدينة اليوم، وما حولها من جهة الشمال، إلى مسجد الإجابة. وهم بنو غنم بن مالك بن النجار، وبنو عدي بن النجار، وبنو مازن بن النجار، وبنو دينار بن النجار، وبنو معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، أخي غنم بن مالك -رضي الله عنه-، وفيهم قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «خير دور الأنصار دور بني النجار» (١).

وذكر أيضًا أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في المسجد الذي بأصل المنارتين (٢) من طريق العقيق الكبرى.

قلت: وهذا المسجد لا يُعرف، وهو على طريق العقيق كما ذَكر. وذَكر أيضًا أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في مسجد بني حارثة من الأوس، وقضى فيه في شأن عبد الرحمن بن سهل (٣)، أخي عبد الله بن سهل، ابني عم حُويصة ومُحَيِّصة (٤) المقتول بخيبر.


(١) نص الحديث: «خير دور الأنصار بنو النجار»، البخاري ج ٤ ص ١٩٤٩.
(٢) مسجد المنارتين: هذا المسجد معروف وليس كما ذكر المؤلف فهو يقع في الطريق إلى العقيق قبل جبل الأنعم، ولا زال متهدمًا ومعروفًا وأول من عرفه وحدده بدقة العباسي صاحب كتاب عمدة الأخبار سنة ٩٧٢ هـ ويقع اليوم يمين الطريق قبيل محطة العواجي بستين مترًا. وعسى أن يدركه الاهتمام والعمارة قبل أن يندرس مرة أخرى. السمهودي: وفاء ج ٣ ص ٨٧٨. وقد كان حتى عهد قريب متهدمًا ثم عمر حديثًا ينفس المكان والاسم والمنارتين.
(٣) هو عبد الرحمن بن سهل الأنصاري، صحابي شهد أحد والخندق وعاش طويلًا حتى أدرك إمارة معاوية في الشام وقد تعرض في حياته -صلى الله عليه وآله وسلم- لعدة مواقف منها مقتل أخيه عبد الله في خيبر، وأسر قريش له، ونهش حية فأمر -صلى الله عليه وآله وسلم- أحد أصحابه أن يرقيه. ثم مراجعة معاوية حول قافلة خمر. ابن حجر: الإصابة ق ١ ج ٤ ص ٣١٢، ٣١٣، ٣١٤.
(٤) هو حويصة بن مسعود بن كعب بن عامر الأنصاري صحابي جليل شهد أحدًا والخندق شارك أخاه محيصة في قتل كعب بن الأشرف اليهودي في غزوة خيبر. أما محيصة فكان أصغر من أخيه حويصة، وأسلم قبله. ابن حجر: الإصابة ق ١ ج ٢ ص ٤٣، ق ٢ ج ٦ ص ٤٥.

<<  <   >  >>