للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: ودار بني حارثة بيثرب (١) وقد تقدم ذكرها. وذكر أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في مسجد بني عبد الأشهل، رهط سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير -رضي الله عنه- ما، وأن أم عامر بن يزيد بن السَّكن أتت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بِعَرْقٍ (٢) فتعرَّقَه، وهو في مسجد بني عبد الأشهل، ثم قام فصلى، ولم يتوضأ. ورُوي أيضًا أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- خرج إلى بني عبد الأشهل أو بني ظَفَر وهم بنو عم بني عبد الأشهل أهل مسجد البَغْلة المتقدم ذكره فأُتي بخبز ولحم، فأكل ثم صلى، ولم يتوضأ.

قلت: ودار بني عبد الأشهل قِبْلي دار بني ظَفَر المذكورة، مع طرف الحرة الشرقية (٣)، وتعرف بحرة واقم (٤)، وهي التي كانت فيها وقعة الحرة في أيام يزيد بن معاوية في سنة ثلاث وستين من الهجرة، وقُتل فيها مَن قُتل من الصحابة وأبنائهم من المهاجرين والأنصار، وقبائل العرب رضوان الله عليهم ورحمته وبركاته (٥).


(١) دار بني حارثة تقع شمال دار بني عبد الأشهل في آخر حرة واقم شمالًا وكانت في سند منها خشية سيول الأودية هناك، وليس كما ذكر المؤلف، وأول من استدرك ذلك عليه السمهودي في كتابه وفاء الوفا ج ٣ ص ٨٦٥.
(٢) عَرْق بفتح أوله وإسكان أوسطه هو العظم إذا أخذ عنه معظم لحمه ولم يبق عليه سوى طبقة رقيقة من اللحم، وقيل هو الفدرة من اللحم، وجمعه عراق. ابن منظور ج ٤ ص ٧٥١.
(٣) ما زالت إلى اليوم تعرف بهذا الاسم.
(٤) واقم: هو اسم أحد العماليق القدماء الذين سكنوا المدينة في التاريخ القديم فنسبت هذه الحرة إليه عندما سكنها. وسواء نسبت له أو لأحد آطامها الذي عرف بهذا الاسم فالمعنى واحد. (ياقوت: معجم البلدان ج ٥ ص ٢٤٩). أما اليوم فتعرف باسم الحرة الغربية وقد أتت المباني والأسواق والطرق عليها.
(٥) انظر تفاصيل أخبارها عند الطبري حوادث سنة ٦٣ هـ.

<<  <   >  >>