للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

روى ابن زبالة عن إبراهيم بن محمد عن أبيه قال: مُطرت السماء على عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فقال لأصحابه: هل لكم بنا (١) في هذا الماء الحديث العهد بالعرش، لنتبرك به، ولنشرب منه، فلو جاء من مجيئه راكب لتمسحنا به، فخرجوا حتى أتوا حرة واقم وشراجها (٢) تَطّرِد فشربوا منها، وتوضؤوا، فقال كعب: أما والله يا أمير المؤمنين لتسيلن هذه الشراج بدماء الناس كما تسيل بهذا الماء، فقال عمر -رضي الله عنه-: أيّها الإنسان (٣) دعنا من أحاديثك، فقال: فدنا منه ابن الزبير، فقال: يا أبا إسحاق ومتى ذلك؟ وفي أي زمان؟ فقال له كعب: إياك يا عبيس أن يكون ذلك على رجلك أو يدك؛ وروى أيضًا عن كعب الأحبار أنه قال: إنا نجد في كتاب الله حرة بشرق المدينة يُقتل فيها مقتلة، تُضيء وجوههم يوم القيامة، كما يضيء القمر ليلة البدر (٤)، وفي هذه الحرة قال عبد الرحمن بن سعيد بن زيد أحد العشرة أبوه (٥)، وحضرها مع عبد الله بن مطيع (٦) ومحمد بن حنظلة (٧).


(١) هكذا في كل النسخ، ويبدو أن فيها لبسًا وصوابها أن تكون هلموا بنا إلى هذا …
(٢) شراجها أي شقوقها وشعابها.
(٣) هكذا في الأصل وفي (ب) و (ص) إيهًا الآن.
(٤) هذه الرواية عن كعب الأحبار وهناك رواية عن عبد الله بن سلام بنفس المعنى. والملاحظ أن مصدر هذه الروايات الكتب القديمة وبالذات كتب اليهود كما أشار ابن سلام نفسه. انظر السمهودي: وفاء الوفاء ج ٢ ص ١١٨٨.
(٥) أي أن أباه كان أحد العشرة المبشرين بالجنة. والأسلوب ضعيف.
(٦) عبد الله بن مطيع ولد في عهد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-. وذهب والده إليه فحنكه، كان من رجال قريش المعدودين شجاعة ونجدة، وكان قائد المهاجرين في معركة الحرة في عهد يزيد بن معاوية، ولما غلب جيشه فر منها ثم لحق بعبد الله بن الزبير حتى قتل في حصار الحجاج لمكة سنة ٧٤ هـ. ابن سعد: الطبقات الكبرى ق ١ ج ٥ ص ٢٥ - ٢٦.
(٧) محمد بن حنظلة: هنا وهم المؤلف فالذي حضر مع عبد الله بن مطيع موقعة الحرة في عهد يزيد هو عبد الله بن حنظلة، وكان فيها أميرًا على الأنصار، وبايعه خلق كثير منهم على خلع يزيد فقاتله جيشه في معركة الحرة واستبسل حتى قتل فيها سنة ٦٣ هـ. ابن سعد: الطبقات الكبرى ج ٥ ص ٦٦ - ٦٨.

<<  <   >  >>