للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن تقتلونا يومَ حرةِ واقمٍ … فنحنُ على الإسلام أولُ مَنْ قَتَلْ

ونحن قتلناكم ببدرٍ أذلةً … وأُبنا بأسلابٍ لنا منكم نَفَلْ

فَإنْ يَنجُ منها عائِذُ البيت سالمًا … فَكُلُّ الذي قَد نَابَنا منكم جَلَلْ (١)

يعني عبد الله بن الزبير، وكان قد سمى نفسه عائِذ البيت -رضي الله عنه-.

وذَكر أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في مسجد بني الحُبلى وهم (٢) رهط عبد الله بن أُبي ابن سلول وصلى في مسجد بني الحارث بن الخزرج. قلت: ودار بني الحُبلى بين قُباء، وبين دار بني الحارث بن الخزرج. ودار بني الحارث شرقي وادي بطحان، وشرقي صُعيب الذي يؤخذ من ترابه للحُمَّى، ويعرف اليوم بالحارث بإسقاط بني.

وكذلك ذَكر أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في مسجد بني أمية بن زيد بالعوالي في الكَبا (٣) عن مال نهيك بن أبي نهيك. قلت: ودارهم شرقي دار بني الحارث بن الخزرج، وفيهم كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- نازلًا بامرأته الأنصارية، أم عاصم بنت أو أخت عاصم (٤) بن ثابت بن أبي أفلح -رضي الله عنه- (٥)، حين كان يتناوب النزول إلى المدينة، هو وجاره من الأنصار كما جاء في الصحيح (٦).


(١) هذه الأبيات لمحمد بن بحرة الساعدي، وقد ورد عجز البيت الأخير عند ياقوت بلفظ مختلف ج ٢ ص ٢٤٩. ولا مناسبة لإيراد المؤلف هذه الأبيات فلا مقارنة بين قتلى بدر وقتلى معركة الحرة لا سيما فيها روح القتل والتشفي وهو مما لا ينبغي، وحفاظًا على النص أثبتناها.
(٢) في الأصل وهو، خطأ والصحيح ما أثبتناه من (ب) و (ص).
(٣) الكبا: بالفتح وتشديد الباء المقصورة، موضع في بطحان مما يلي العوالي بجنوب المدينة. الفيروزآبادي: المغانم ج ٣ ص ٥٥.
(٤) شك المؤلف هنا والصحيح أنها بنت عاصم.
(٥) عاصم بن ثابت بن أبي أفلح: صحابي من السابقين الأولين من الأنصار قتل شهيدًا في سرية بئر معونة التي بعثها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- سنة ٣ من الهجرة. البخاري ج ٣ ص ١١٠٨، ابن حجر: الإصابة ق ١ ج ٣ ص ٥٦٩.
(٦) ابن حجر: فتح الباري ج ١٣ ص ٣٢٢.

<<  <   >  >>