للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذَكر أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في مسجد بني خدارة إخوة بني خُدرة، عند الأطم الذي بجرار سعد (١)، ووضع يده -صلى الله عليه وآله وسلم- على الحجر الذي في أطم سعد بن عبادة -صلى الله عليه وآله وسلم-. قلت: وهذه الدار قبلي دار بني ساعدة وبئر بضاعة، مما يلي سوق المدينة، وكان سوق المدينة عُرضَه (٢) ما بين المصلى إلى جرار سعد المذكورة، وهي جرار كان يَسقي الناس فيها الماء، كما ورد عنه، بعد وفاة أمه -رضي الله عنه- وعنها.

وذكر أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في مسجد النور (٣) ولا يُعلم اليوم مكانه، وكذلك صلى في مسجد بني واقف، وهو موضع بالعوالي كانت فيه منازل بني واقف من الأوس رهط هلال بن أمية الواقفي -رضي الله عنه-، أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم في تخلفهم عن غزوة تبوك، ولا يُعرف مكان دارهم اليوم إلّا أنها بالعوالي (٤). وذُكر أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في المسجد الذي في دار سعد بن خيثمة -رضي الله عنه- بقباء، وجلسَ فيه. قلت: وبيت سعد بن خيثمة أحد الدور التي قبلي مسجد قباء، يدخلها الناس إذا زاروا مسجد قباء، ويصلون فيها ويتبركون بها. وهناك أيضًا دار كلثوم بن الهدم، وفي تلك العرصة كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- نازلًا قبل خروجه إلى المدينة، وكذلك أهله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأهل أبي بكر -رضي الله عنه- حين قدم بهم علي بن


(١) بجرار سعد أي سعد بن عبادة -رضي الله عنه-، وهي مجموعة من الجرار كان يملؤها بالماء ليشرب الناس منها بمثابة السبيل بالقرب من سوق المدينة وقتذاك.
(٢) عرضة أي السوق.
(٣) مسجد النور: في رواية للأسدي أنه يقع ناحية قباء. ولا يعرف سببٌ لتسميته بهذا الاسم إلّا أن يكون من حادثة عصا أسيد بن حضير وعباد بن بشر -رضي الله عنه- ما التي أضاءت لهما عند مسراهما من عند رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في إحدى الليالي الظلماء حتى وصلا إلى دارهما. (البخاري ج ٣ ص ١٣٨٤). وعندئذ سيكون موقعه في منازل عبد الأشهل شامي بني ظفر في طرف حرة واقم الشرقي. وكل ذلك مبني على الظن وليس على التقرير. انظر السمهودي: ج ٣ ص ٨٧٧.
(٤) وقد عاب السمهودي هذا الكلام من المؤلف فقال: «لا دار أعرف من دارهم» وحددها بأنها تقع في قبلة مسجد الفضيخ. وعلل عدم معرفة المطري بأنه من قلة اعتنائه بذلك. وفاء الوفاء ج ٣ ص ٨٧٥.

<<  <   >  >>