للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبي طالب -رضي الله عنه-، بعد خروج رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من مكة، وهن سودة بنت زمعة، وعائشة وأمها أم رومان، وأختها أسماء وهي حامل بعبد الله بن الزبير فولدته بقباء، قبل نزولهم إلى المدينة فكان أول مولود ولد من المهاجرين بالمدينة.

والمنازل المذكورة اليوم خراب ليس فيها إلّا حيطان قائمة، وآثار يُتَبركُ بها (١).

وذكر أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في مسجد التوبة (٢) بالعصبة عند بئر هُجَيم (٣) وليست اليوم بمعروفة، قلت: أما العصبة فهي غربي مسجد قباء، فيها مزارع وآبار كثيرة، وهي منازل بني جَحجبا بن كُلفة بطن من الأوس، وذُكر أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في مسجد بني أُنيف روى عاصم بن سويد عن أبيه، قال: سمعت مشيخة أنيف يقولون: صلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فيما كان يعود طلحة بن البراء -رضي الله عنه- قريبًا من أطمهم، قال عاصم: قال أبي، فأدركتهم يرشون ذلك المكان ويتعاهدونه، ثم بنوه بعدُ، فهو مسجد بني أُنيف بقباء.

قلت: دار بني أُنيف وهم بطن من الأوس أيضًا بين قرية بني عمرو ابن عوف بقباء وبين العصبة والله أعلم.


(١) هذا من وصف الواقع وقتذاك، وهو ما يفعله العامة، أما في الوقت الحالي فلا يوجد شيء من ذلك، بل إن تلك الدور قد أزيلت ودخلت في توسعة مسجد قباء وميادينه الجنوبية.
(٢) مسجد التوبة: كان يقع بجوار أطم الهجيم حتى ربما سمي بذلك، وأكد كل من المطري والسمهودي أنه غير معروف، وذكر العياشي أنه عثر عليه مبنيًا بالحجارة في الجنوب الغربي من العصبة في أحد البساتين هناك لرجل اسمه إبراهيم التركي. العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر ص ٢٩٦. إلّا أنه غير معروف لماذا سمي بهذا الاسم. السمهودي: وفاء ج ٣ ص ٨٧٦.
(٣) في الأصل هجم وكذلك في (ب). وجاء في (ص) أنه صلى في بئرهم فكأن هجم مصحفة عن هم، الملحقة ببئر. وذكر السمهودي أن أحد الأطم هناك يسمى الهجيم وأن البئر مضافة إليه، ج ٣ ص ٨٧٦.

<<  <   >  >>