للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في المسجد الذي عند الشيخين، قلت: وهو موضع بين المدينة وبين جبل أحد على الطريق الشرقية، مع الحرة إلى جبل أحد (١). وذُكر أنه من هناك غدا إلى أحد، يوم أُحد. لأن نزول قريش يوم أحد بالمدينة كان يومَ الجمعة بالمدينة، ثم لبس لأمته (٢) وخرج هو وأصحابه على الحرة الشرقية حرة واقم المذكورة، وبات بالشيخين الموضع المذكور، وغدا صبح يوم السبت إلى أحد، ففيه كانت وقعة أحد في النصف من شوال سنة ثلاث من الهجرة.

وذكر (٣) أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في مسجد بني خُطمة وأنه صلى في مسجد العجوز ببني خطمة، وهي امرأة من سُلَيم، وصلى في مسجد بني وائل قبيلتان من الأوس. قلت: ومنازلهم لا يُعرف مكانُها، إلّا أن الأظهر أنهم كانوا بالعوالي، شرقي مسجد الشمس (٤)، لأن تلك النواحي كلها ديار للأوس، وما سَفُل من ذلك إلى المدينة ديار الخزرج، والله أعلم.

وذكر أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في مسجد بني بَيَّاضة من الخزرج، قلت: وكانت ديارهم فيما بين دار بني سالم بن عوف بن الخزرج، بوادي رانوناء عند مسجد الجمعة، إلى وادي بطحان قِبلي دار بني مازن بن النجار، لأن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حين صلى الجمعة في بني سالم بن عوف برانوناء، ركب راحلته فانطلقت به حتى وازنت دار بني بياضة، تلقاه زياد بن لبيد وفروة بن


(١) مسجد الشيخين: يسمى هذا المسجد مسجد البدائع، أو العدوة، ويقع في الطريق الشرقي إلى أحد قبل الوصول إلى مجرى وادي قناة. وقد صلى فيه الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو في طريقه إلى غزوة أحد. فهو أقرب إلى جبل أحد إلى الشمال من حارة السحمان حاليًا.
(٢) لأمته: أي خوذته.
(٣) ما زال المؤلف ينقل عن ابن زبالة، ويورد ذلك بعبارة ذكر ثم يعقب عليه بعبارة قلت.
(٤) الراجح أن مسجد بني خطمة ومسجد العجوز هما مسجد واحد تعددت مناسبات تسميته، كان يقع شرقي مسجد الشمس في شامي البستان المعروف هناك بالماجشونية، وقد رأى السمهودي آثارًا وآطامًا هناك رجح أنه يقع بينها. وفاء الوفاء ج ٣ ص ٨٧٣.

<<  <   >  >>