للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمرو في رجال بني بياضة. ونقل عن محمد بن طلحة، عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وكذلك رَوى عن محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه أبي أمامة عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وروينا أيضًا في سنن أبي داود (١) قال: كنتُ قائد أبي بن كعب بن مالك حين ذهب بصره، فكنتُ إذا خرجتُ به إلى الجمعة فَسمع الأذان بها، صلى على أبي أمامة أسعد بن زرارة فمكثت حينًا على ذلك لا يسمع الأذان للجمعة إلّا صلى عليه، واستغفر له، فقلتُ في نفسي: والله إنَّ هذا أبي، لَعجْزٌ أنْ لا أسألَه، ما لَه إذا سمع الأذان يوم الجمعة صلى على أبي أُمامة أسعد بن زرارة؟ قال: فخرجتُ به يوم الجمعة كما كنتُ أخرج، فلما سمع الأذان بالجمعة صلى عليه واستغفر له، قال: فقلتُ له: يا أبه (٢) ما لَكَ إذا سمعت الأذان بالجمعة صليتَ على أبي أمامة؟ فقال: أي بُني كان أول من جمع بنا بالمدينة في هَزْم النَّبيت (٣) من حرة بني بيَّاضة بموضع يقال له بقيع الخطمات (٤)، قال: قلتُ كم كنتم؟ قال: أربعون رجلًا (٥).

ومن المساجد التي صلى فيها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مسجد بِفَيْفَاء الخبار (٦) ذكر محمد بن


(١) سنن أبي داود ج ١ ص ٢٨٠.
(٢) هكذا في الأصل وفي (ص)، وفي (ب) يا أبة.
(٣) هزم النبيت: جاء في رواية أخرى في هزم الحرة أي في منخفض حرة بني بياضة وإذا علمنا أن الانخفاض فيها يكون في شرقها نتيجة الانحدار التضاريسي للمنطقة أدركنا أن موضع مصلاه -صلى الله عليه وآله وسلم- كان في تلك الناحية.
(٤) بقيع الخطمات: غير معروف الآن إلّا أن سياق الرواية يفيد أنه يقع حول مسجد بني بياضة إن لم يكن في موقعه.
(٥) مسجد بني بياضة: يبدو أنه الموقع الذي عرف بعد ذلك بمسجد بني بياضة في حرتهم إلى الغرب عن المصلى في منطقة الكاتبية حاليًا.
(٦) فيفاء الخبار: الفيفاء الصحراء وهي أرض منبسطة تقع في أصل جماء أم خالد أي الوسطى من الجماوات الثلاث، ولهذا روى بن شبة جزم الزبير بأنها من جماء أم خالد، وهذا الوصف ينطبق على الحي المعروف بالفيصلية، إلّا أن هذا الوصف يشمل المنطقة المعروفة باسم الدعيثة إلى الغرب من ذلك. إذا قصد من الوصف السابق لها بأنها تقع في أصل جماء أم خالد الغربي وهو ما يؤيده رأي المؤلف بعد قليل. السمهودي ج ٣ ص ٨٧٩، ١٠٦٤.

<<  <   >  >>