للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحييه، فيقول حين يحييه: والله ما كنتُ قط أشد بصيرة مني اليوم فيقول الدجال: أَقتلُه فلا أسلط عليه» (١).

وبه قال حدثني عبد الله بن محمد ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال: سمعت يونس عن ابن شهاب عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «اللهم اجعل بالمدينة ضِعْفَيْ ما جعلت بمكة من البركة» (٢)، وبه قال ثنا قتيبة ثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا قدم من سفر فنظر إلى جدرات (٣) المدينة أوضع (٤) راحلته، وإن كان على دابة حرَّكها من حبها (٥). وبه قال ثنا عبيد بن إسماعيل ثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنه- ا قالت: لما قدم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- المدينة وُعِك أبو بكر وبلال -رضي الله عنه- ما، فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى (٦) يقول:

كل امرئ مُصبَّح في أهله … والموت أدنى من شراك نعله (٧)

وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته فيقول:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً … بوادٍ وحَولي إذخرٌ (٨) وجَليلُ (٩)


(١) البخاري ج ٢ ص ٦٦٥. وقد سقط عنك من السند والصحيح ما أثبتناه كما جاء عند البخاري، ومثلها أسلط جاءت في الأصل يسلط.
(٢) البخاري ج ٢ ص ٦٦٦.
(٣) هكذا في كل النسخ وفي رواية أخرى درجات المدينة. البخاري ج ٢ ص ٦٣٨.
(٤) أوْضَع راحلته: أي يحملها على السير السريع. ابن منظور ج ٦ ص ٩٤٢.
(٥) البخاري ج ٢ ص ٦٦٦.
(٦) في الأصل الحما. وفي (ب) الحمى.
(٧) هذا البيت لشاعر اسمه حنظلة بن يسار قاله في يوم ذي قار، وهو أحد أيام العرب المشهورة قبيل الإسلام. وقد تمثل به أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- هنا عندما أخذته الحمى. الزرقاني: شرح موطأ الإمام مالك ج ٥ ص ٢١٢.
(٨) الإذخر نبات عشبي يرتفع نحو الذراع أوراقه على هيئة خيوط ناعمة، وله أزهارٌ بِيضٌ ورائحة ذكية، إذا ما فُرك، وله استخدامات طبية قديمة. ويكثر في الحجاز وما زال يعرف باسمه في المدينة ومكة. انظر: الغساني: حديقة الأزهار ص ٢٩. انظر الرسالة ص ١٠١.
(٩) جليل: هو نبات الثمام، وهو نبات تحشى به الأرائك. ابن منظور: لسان العرب ج ١ ص ٤٨٨.

<<  <   >  >>