للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمر النسائي (١) شيخ شيوخ الصوفية بالموصل كان (٢) [مجاورًا بالمدينة]، فكلموه في ذلك عن الأمير فامتنع واعتذر وتوقف لمرض كان به يحتاج معه إلى الوضوء في غالب (٣) الوقت، فألزمه الأمير قاسم بذلك. وقال: ما يدخل غيرك. فقال: أمهلوني أُرَوِّض، ويقال: إنه امتنع عن الأكل والشرب مدة وسأل إمساك المرض عنه بقدر ما يبصر ويخرج، فأنزلوه بالحبال من بين السقفين من الطابق المذكور، فنزل بين حائط بيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وبين الحائز ومعه شمعة يستضيء بها، ومشى إلى باب البيت ودخل من الباب إلى القبور المقدسة فرأى شيئًا من الردم، إما من السقف أو من الحيطان، قد وقع على القبور المقدسة، فأزاله وكنس ما على القبور المقدسة من التراب بلحيته، وكان مليح الشيبة، وأمسك الله عنه المرض بقدر ما دخل وخرج، وعاد إليه وجعه (٤).

وذكر الشيخ محب الدين (٥) أيضًا أنه في سنة أربع وخمسين وخمس مئة في أيام قاسم المذكور، وُجِد من داخل الحجرة الشريفة رائحةٌ متغيرة، فذكروا ذلك للأمير قاسم المذكور، فأمر بالنزول هناك بِمَنْ يصلح فأَنزل الطواشي بيان الخادم أحد خدام الحجرة الشريفة ونزل معه الصفي الموصلي متولي عمارة المسجد الشريف، ونزل معهما هارون الشادي (٦) الصوفي، بعد أن سأل


(١) في الأصل و (ب) النساي والصحيح ما أثبتناه من (ص).
(٢) هكذا في كل النسخ وفيه عدم وضوح ولذلك أثبتنا الزيادة بين قوسين مربعين عن ابن النجار، المنقول النص عنها لإزالة الغموض والإفادة أن الشيخ عمر كان وقتها مجاورًا بالمدينة ولم يُستدع من الموصل.
(٣) في الأصل ذلك، هو لا معنى له، والتصحيح من (ب) و (ص).
(٤) سواء ثبتت هذه الرواية أو لم تثبت فهي غير مقبولة وفعل من الخضوع مبالغ فيه، والإسلام دين عزة ووضوح بعيد عن المبالغة والغلو. أما إمساك المرض عن الرجل فالله قادر عليه لكنها دعوى تحتاج إلى إثبات.
(٥) أي محب الدين بن النجار: الدرة الثمينة ص ١٤٢.
(٦) هكذا في الأصل، وفي (ب) و (ص) الشاذي، وعند ابن النجار ص ١٤٣ الشاوي وهو الأقرب.

<<  <   >  >>