٢٣٨٤ - انْطَلَقَ ثلاثَةُ رهْطٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أوَوْا المَبِيتَ إِلَى غارٍ فدَخَلُوهُ فانْحَدَرَتْ عليهمْ صَخْرَةٌ منَ الجَبَلِ فَسَدَّتْ عليهمُ الغارَ فقالُوا: إِنّهُ لَا يُنْجِيكُمْ مِنْ هذِهِ الصَّخْرَةِ إلَاّ أنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصالِحِ أعْمَالِكُمْ ; قالَ رَجُلٌ منهُمْ: اللهمَّ كانَ لي أبَوانِ شيْخان كَبِيرانِ وكُنْتُ لَا أغْبِقُ قَبْلهُما أهْلاً وَلَا مَالا فنأَى بِي فِي طَلَبِ شَيْءٍ يَوْماً فلَمْ أَرِحْ عليهِما حَتّى نَامَا فَحلَّبتُ لَهُما غَبُوقَهُما فَوَجَدْتُهُما نائِمَيْن فكَرِهْتُ أنْ أغْبقَ قبْلهُما أهْلاً أوْ مَالا فَلَبِثْتُ والقَدَحُ على يَدِي أنْتَظِرُ اسْتِيقاظَهُما حَتّى بَرَقَ الفَجْرُ فاسْتَيْقظا فشَرِبا غَبْوقَهُما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نحنُ فِيهِ مِنْ هَذِه الصَّخْرَةِ؟ فانْفَرَجَتْ شَيئاً لَا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ ; وقالَ الآخَرُ: اللهمَّ كانتْ لي ابْنَةُ عَمَ كانتْ أحَبَّ الناسِ إلَيَّ فَأَرَدْتُها على نَفْسِها فامْتَنَعَتْ مِنِّي حَتّى ألمَّتْ بهَا سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ فَجاءَتْنِي فأعْطَيْتُها عِشْرِينَ ومائَةِ دِينارٍ على أنْ تُخَلِّي بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِها فَفَعَلَتْ حَتَّى إِذا قَدَرْتُ عَلَيْهَا قالَتْ: لَا أَحِلُّ لكَ أنْ تَفُضَّ الخَاتِمَ إلَاّ بِحَقِّهِ فتَحرَّجْتُ منَ الوُقوعِ عَلَيْهَا فانْصَرَفْتُ عَنْهَا وهيَ أحَبُّ الناسِ إلَيَّ وتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أعْطَيْتُها اللهمَّ إنْ كُنْتُ فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحنُ فِيهِ فانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ غَيْرَ أنّهُمْ لَا يَسْتَطَيعُونَ الخُرُوجَ مِنْهَا ; وَقَالَ الثالثُ: اللهمَّ اسْتَأْجَرْتُ أُجَراءَ فأعْطَيْتُهُمْ أجْرَهُمْ غَيْرَ رَجُلٍ واحِدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وذَهَبَ فَثَمَّرْتُ أجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الأَمْوالُ فجاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فقالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أدِّني أجْري فَقُلْتُ لهُ: كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أجْرِكَ مِنَ الإِبِلِ والبَقَرِ والغَنَمِ والرَّقِيقِ فقالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تستهزئ بي فقلت: إني لا أستهزئ بِكَ فأَخَذَهُ كُلَّهُ فاسْتاقَهُ فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئاً اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلِكَ ابْتِغاءَ وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ
(ق) عَن ابْن عمر.
[حكم الألباني]
(صحيح) انظر حديث رقم: ١٥٠٤ في صحيح الجامع
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute