٢٦٠٤ - إنَّ اللَّهَ أمَرَ يَحْيى بْنِ زَكَرِيَّا بِخَمْس كلِماتٍ أنْ يَعْمَلَ بِهِنَّ وأنْ يَأْمُرَ بَنِي إسْرَائِيلَ أنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ فَكأَنهُ أبْطَأَ بِهِنَّ فأوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسى: إمَّا أنْ يُبَلِّغَهُنَّ أوْ تُبَلِّغَهُنَّ فأَتاهُ عِيسى فَقَالَ لهُ: إنَّكَ أُمِرْتَ بِخَمْسِ كلِماتٍ أنْ تَعْمَلَ بهنَّ وتأْمُرَ بَنِي إسْرائِيلَ أنْ يَعْمَلوا بِهِنَّ فأمّا أنْ تُبَلّغَهُنَّ وإمّا أنْ أُبَلِّغَهُنَّ فقالَ لهُ: يَا رُوحَ اللَّهِ إنِّي أخْشَى إِنْ سَبَقْتَنِي أنْ أُعَذَّبَ أوْ يُخْسَفَ بِي فَجَمَعَ يَحْيَى بَنِي إسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ المَقْدسِ حَتَّى امْتَلأَ المَسْجِدُ فَقَعَدَ على الشُّرُفاتِ فَحَمَدَ اللَّهَ وأثْنَى عليهِ ثمَّ قالَ: إنّ اللَّهَ أمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِماتٍ أنْ أعْمَلَ بِهِنَّ وآمُرَكمْ أنْ تَعْمَلوا بِهنّ ; وأولُهُنَ: أنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً فإنّ مَثَلَ منْ أشْرَكَ بِاللَّهِ كَمَثَلِ رَجلٍ اشْتَرَى عَبْداً منْ خالِصِ مالِهِ بِذَهَبٍ أوْ وَرِقٍ ثمَّ أسْكَنَهُ دَاراً فقالَ: اعْملْ وارْفَعْ إليَّ فَجَعَلَ العَبْدُ يَعْمَلُ ويَرْفَعُ إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ فأَيُّكُمْ يرْضَى أنْ يَكونَ عَبْدُهُ كذلِكَ؟ وإنّ اللَّهَ خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ فاعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكوا بِه شَيْئاً وأمَرَكمْ بالصّلاةِ وَإِذا قمْتمْ إِلَى الصَّلاةِ فَلَا تلْتفِتُوا فإنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُقْبِلُ بوجْهِهِ على عَبْدِهِ مَا لمْ يَلْتَفِتْ ; وأمَرَكمْ بالصِّيامِ ومَثَلُ ذلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ معَهُ صُرَّةُ مِسْكٍ فِي عِصابَةٍ كلُّهُمْ يَجدُ ريحَ المِسْكِ وإنّ خُلُوفَ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ منْ رِيح المِسْكِ ; وأمَرَكُمْ بالصَّدَقةِ ومَثَلُ ذلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أسَرَهُ العَدُوُّ فَشَدُّوا يَدَيْهِ إِلَى عُنْقِهِ وقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ فقالَ لَهُمْ: هلْ لكمْ أنْ أفْتَدِي نَفْسِي مِنْكُمْ؟ فجَعَلَ يَفْتَدِي نَفْسَهُ مِنْهُمْ بالقَليلِ والكَثِيرِ حَتَّى فَكَّ نَفْسَهُ وأمَرَكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ كَثِيراً ومَثَلُ ذلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ طَلَبَهُ العَدُوُّ سِرَاعاً فِي أثَرِهِ فأتَى حِصْناً حَصِيناً فأَحْرزَ نَفْسَهُ فِيهِ وإنّ العَبْدَ أحْصَنُ مَا يَكُونُ مِنَ الشَّيْطانِ إِذا كانَ فِي ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى. وَأَنا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ أمَرَنِي اللَّهُ بِهِنَّ: الجَماعَةِ والسّمْعِ والطَّاعَةِ والهِجْرَةِ والجِهادِ فِي سَبيلِ اللَّهِ فإنّهُ منْ فارَقَ الجَماعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فقدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلامِ مِنْ عُنْقِهِ إلاّ أنْ يُرَاجِعَ ومنْ دَعا بِدَعْوَةِ الجاهِلِيّةِ فَهُوَ منْ جُثاءِ جَهَنّمَ وإنْ صامَ وصَلّى وزَعَمْ أنَّهُ مُسْلِمٌ فادْعُوا بِدَعْوَةِ اللَّهِ الّتي سَمَّاكُمْ بهَا المُسْلِمِينَ المُؤْمِنينَ عِبادَ اللَّهِ
(حم تخ ت ن حب ك) عن الحارث ابن الحارث الأشعري.
[حكم الألباني]
(صحيح) انظر حديث رقم: ١٧٢٤ في صحيح الجامع
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute