للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"بدأت أشعر بأن النصرانية دين غير كامل ومشوه، غير أنني ظللت متأرجحاً بين النصرانية والإسلام ثلاث سنوات انقطعت خلالها عن الكنيسة تماماً، وبدأت أقرأ كثيراً وأقارن بين الأديان، وكانت لي حوارات مع إخوة مسلمين كان لها الدور الكبير في إحداث حركة فكرية لديّ ... وكنت أرى أن المسلم غير المتبحر في دينه يحمل من العلم والثقة بصدق دينه ما يفوق مل لدى أي نصراني، حيث إن زاد الإسلام من القرآن والسنة النبوية في متناول الجميع رجالاً ونساءً وأطفالاً، في حين أن هناك أحد الأسفار بالكتاب المقدس ممنوع أن يقرأها النصراني قبل بلوغ سن الخامسة والثلاثين، ويفضل أن يكون متزوجاً!! "

ثم يصمت محمد رفاعي برهةً ليستكمل حديثه بقوله:

" كانت نقطة التحول في حياتي في أول شهر سبتمبر عام ١٩٨٨ عندما جلست إلى شيخي وأستاذي "رفاعي سرور" لأول مرة وناقشني وحاورني لأكثر من ساعة، وطلبت منه في آخر الجلسة أن يقرئني الشهادتين ويعلمني الصلاة، فطلب مني الاغتسال فاغتسلت ونطقت بالشهادتين وأشهرت إسلامي وتسميت باسم "محمد أحمد الرفاعي" بعد أن تبرأت من اسمي القديم "عزت إسحاق معوض" وألغيته من جميع الوثائق الرسمية. كما أزلت الصليب المرسوم على يدي بعملية جراحية.. وكان أول بلاء لي في الإسلام هو مقاطعة أهلي ورفض أبي أن أحصل على حقوقي المادية عن نصيبي في شركة كانت بيننا، ولكنني لم أكترث، ودخلت الإسلام صفر اليدين، ولكن الله عوضني عن ذلك بأخوة الإسلام، وبعمل يدر عليّ دخلاً طيباً ".

ويلتقط أنفاسه وهو يختتم كلامه قائلاً:

" كل ما آمله الآن ألا أكون مسلماً إسلاماً يعود بالنفع عليّ وحدي فقط، ولكن أن أكون نافعاً لغيري وأساهم بما لديّ من علم بالنصرانية والإسلام في الدعوة لدين الله تعالى ".

صحيفة المسلمين ـ الصادرة في ٤ / ١٠ / ١٩٩١ (بتصرف)

<<  <   >  >>