ثم عاد يكرر: إنَّ فَهمَ الإسلام لا يكون إلا بمعايشته. ويأخذ على الأوربيين أنهم لا يُعايشونه، لذلك فعندما يصلون إلى مرحلة التقييم الفكري للإسلام فإنهم يصلون إلى ذلك بواسطة طريقة أكاديمية، ولذلك فإن العديد من علماء الغرب الذين يعتنقون الإسلام يعتبرهم زملاؤهم شواذاً، لأن الأوربي العادي يعتبر الإسلام ديناً دخيلاً وغريباً أكثر من اعتباره عقيدة حيوية.
ويرى "مونرو" أنه عندما يتم استيعاب وفهم مبادىء الإسلام النبيلة يكون التعاطف معه وانتشاره.
[٥٨-الأستاذ الجامعي الأسباني ميجيل بيرو]
قرأ "ميجيل بيرو" عن الإسلام الذي وضع ضوابط للسلوك ومعايير أخلاقية في المعاملات، في الوقت الذي كره الحرية المنفلتة في أوربا، والانحلال، وعدم الترابط الأسري، وكثرة الجرائم والانحرافات التي سادت المجتمعات الغربية.
ثم حدث أن إلتقى بمجموعة من الأسبانيين المسلمين، وعن طريقهم أتيح له إمكانية قراءة ترجمة معاني القرآن بالأسبانية، فاستشعر بميل قوي ودبيب حُبّ تجاه هذا الدين، فواصل قراءاته المكثفة عنه حتى اقتنع تماماً بتعاليمه ومنهاجه، بعدها قرر أن يشهر إسلامه، ويختار لنفسه اسم "نصر الدين".
يقول في مجمل حديثه عن إسلامه:
"لقد التقيت بمجموعة من الأسبانيين المسلمين، وعن طريقهم اُتيحت لي إمكانية قراءة ترجمة معاني القرآن، كما قرأت عن التراث العربي القديم فأُعجبت به، بعدها قررت أن يكون الإسلام ديني.
وقد قام أحد أصدقائي بترجمة كتاب "المحظورات" للشيخ "ياسين رشدي" واستفدت فيه كثيراً، وسمعت صوت الشيخ "عبد الباسط عبد الصمد" في قراءة القرآن وأحببته كثيراً".
ويضيف:
"وبالرغم من القليل الذي عرفته عن الإسلام فإنني أتمنى من كل قلبي أن يهتدي إليه الناسُ أجمعون، وسأعمل على الدعوة إلى الإسلام، وسوف ابتدىء بعائلتي والمقربين إليَّ إن شاء الله.