وبالرغم من أنّ الديانة المسيحيّة تأخذ اسمها من عيسى المسيح، فانّ شاؤول الذي غيّر اسمه الى بولص يجب أن يُعتبر هو مؤسّسها الحقيقيّ.. والمسيحيّون لا ينكرون ذلك أيضاً.. ولكن هناك مشكلة كبيرة.. وهي أنّ تعاليم بولص _المؤسس الحقيقي للمسيحيّة _ لا يمكن العثور عليها في أيّ مكان من تعاليم عيسى أو في تعاليم الأنبياء الذين سبقوه. ليس هذا فقط ولكنّ بولص لم يكن له إلاّ اتصال قليل مع الحواريين الحقيقيين لعيسى والذين كان من الممكن أن يوجّهوه الى الطريق الصحيح. فهؤلاء لم يكونوا على وفاق مع تعاليم بولص المبتكرة وأخبروه بذلك كلّما كان ذلك ممكناً.
وفي النهاية، على أيّ حال، فانّ نوع المسيحيّة التي نادى بها بولص انّما أحرز فيها النجاح بفضل شخصيّته السّاحرة، إضافة الى حقيقة أنّه وأصحابه غلبوا الحواريين الحقيقيين لعيسى في أمور مهمّة كالوجاهة الاجتماعيّة والثروة والتعليم، ولذلك حصل على أتباع كثيرين من بين السكّان غير اليهود. فالمسيحيّة _ اليهوديّة، أي عقيدة حواريي عيسى لم تكن لها أيّة فرصة للنهوض.
بعد ذلك، تمضي بربارا براون في إلقاء نظرة من قرب على كلّ البدع التي أدخلها بولص في "ديانته" المسيحيّة كالتثليث، والخطيئة، وإلوهيّة عيسى وموته، والخلاص.. الخ لتنتهي الى أنّ الإسلام هو الدين الحق، فهو دين بسيط ليس مدفوناً تحت تعقيدات غامضة وغير منطقيّة من العقائد، وليس في الإسلام كهنوت ولا قدّيسون ولا مراتب دينيّة ولا قرابين مقدّسة. أنّ اللاهوت لا مكان له في الإسلام، لأنّ الإسلام طريقة حياة وليس حفنة من الكلمات.
وهكذا يتضح أن الإسلام هو الحل الناجع الوحيد الذي لا مناص للبشريّة المعذّبة أن تأوي _ذات يوم _ الى كنفه، طال الوقت أم قصر.