للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبعض منّا، مع ذلك لا يكتفون أن يأخذوا الأشياء بسطحيّة، فيبحثون بجدّ عن أجوبة تلك الأسئلة التي تعترضنا في طريق الحياة. فنحن نضع موضع التساؤل عقائد آبائنا ولسنا مستعدّين لأن نقنع بالقبول الأعمى. وهذا الطريق ليس من السّهل أن نسير عليه بأي حال، ولكن المكافأة هي التي تستأهل منّا هذا الجهد".

وتختتم الكاتبة المهتدية مقدّمة كتابها بالقول:

"انّي لآمل في الصفحات التالية أن تُتاح الفرصة للقرّاء ليُبصروا وجهة النظر حول المسيحيّة كما تيسّر لي أن أفهمها".

وبهذه الثقة الكبيرة والأمل المشرق خاضت "بربارا" العديد من القضايا المهمّة والاثارات الحسّاسة، على صعيد المعتقدات المسيحيّة. ففي البداية تطالعنا بعنوان "ميثاق يصيبه الانحراف" تُسلّط فيه الأضواء السريعة، ولكنّها كاشفة، على مرحلة ارهاصات ظهور المسيح، مؤكّدة:

لأجل أن نفهم الرسالة الحقيقية للمسيح، يجب علينا أن نعود الى التاريخ قبل ظهور المسيح لنجد لماذا اُرسل المسيح أصلاً، لتخلص الى أنّ اليهود قد انحرفوا، مرّة أخرى، عن التوحيد، ولكنّ انحرافهم عن التوحيد في هذه المرّة قد تمّ تحت غطاء كثيف من الطقوس والشعائر المعقّدة. انّ هذا كان هو الموقف السائد في العالم عندما تلقّى عيسى دعوته من الله.

وعن "رسالة المسيح" السماويّة، وكيف طرأ عليها التغيير أو التحريف فجأة عندما ظهر على المسرح واعظ ادّعى بأنّه يتكلّم باسم المسيح، بعد سنوات قليلة فقط من (رحيل) المسيح. ذلك هو الشاب اليهوديّ "شاؤول" المولود في طرطوس، والعضو في طائفة يهوديّة تسمّى الفريسيين التي تتميّز بتمسّكها الأعمى بالمظاهر والطقوس..

<<  <   >  >>