للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨٦-السفير الألماني في المغرب وفي مصر سابقاً د. مراد هوفمان

ألماني نال شهادة دكتور في القانون من جامعة هارفرد، وشغل منصب سفير ألمانيا في المغرب.

في مقتبل عمره تعرض هوفمان لحادث مرور مروّع، فقال له الجرّاح بعد أن أنهى إسعافه: "إن مثل هذا الحادث لا ينجو منه في الواقع أحد، وإن الله يدّخر لك يا عزيزي شيئاً خاصاً جداً" (١) .

وصدّق القدر حدس هذا الطبيب إذ اعتنق د. هوفمان الإسلام بعد دراسة عميقة له، وبعد معاشرته لأخلاق المسلمين الطيبة في المغرب..

ولما أشهر إسلامه حاربته الصحافة الألمانية محاربة ضارية، وحتى أمه لما أرسل إليها رسالة أشاحت عنها وقالت:"ليبق عند العرب! (٢) .

قال لي صاحبي أراك غريباً ** بين هذا الأنام دون خليلِ

قلت: كلا، بل الأنامُ غريبٌ ** أنا في عالمي وهذي سبيلي (٣)

ولكن هوفمان لم يكترث بكل هذا، يقول: "عندما تعرضت لحملة طعن وتجريح شرسة في وسائل الإعلام بسبب إسلامي، لم يستطع بعض أصدقائي أن يفهموا عدم اكتراثي بهذه الحملة، وكان يمكن لهم العثور على التفسير في هذه الآية (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (٤) .

وبعد إسلامه ابتدأ د. هوفمان مسيرة التأليف ومن مؤلفاته، كتاب (يوميات مسلم ألماني) ، و (الإسلام عام ألفين) و (الطريق إلى مكة) وكتاب (الإسلام كبديل) الذي أحدث ضجة كبيرة في ألمانيا.

يتحدث د. هوفمان عن التوازن الكامل والدقيق بين المادة والروح في الإسلام فيقول: "ما الآخرة إلا جزاء العمل في الدنيا، ومن هنا جاء الاهتمام في الدنيا، فالقرآن يلهم المسلم الدعاء للدنيا، وليس الآخرة فقط ((رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً)) وحتى آداب الطعام والزيارة تجد لها نصيباً في الشرع الإسلامي" (٥) .

ويعلل د. مراد ظاهرة سرعة انتشار الإسلام في العالم، رغم ضعف الجهود المبذولة في الدعوة إليه بقوله:"إن الانتشار العفوي للإسلام هو سمة من سماته على مر التاريخ، وذلك لأنه دين الفطرة المنزّل على قلب المصطفى " (٦) .

<<  <   >  >>