هو أستاذ علم الصحافة بجامعة "نيويورك" ... لم يكن ملتزماً بدين معين، مع أنه ينتمي إلى أسرة مسيحية كاثوليكية ... كان يعمل بالمغرب مراسلاً للإذاعة الأمريكية، ولعدد من المجلات في "نيويورك" ... وعن إقامته بالمغرب يقول:
".. كانت فترة إقامتي بالمغرب مفتاح السعادة لي ولأسرتي، فقد رأيتُ عالماً جديداً يختلف كليةً عن العالم الذي تركته خلفي في الولايات المتحدة الأمريكية، وما لمسته عن كثب من جمال وروعة السلوك الإسلامي شدني إلى شريعة الحق ... ".
ويستطرد في حديثه ليذكر موقفاً قد تعرض له فيقول:
"تعثرت قدمي في حفرة ذات يوم حينما خرجت لأول مرة إلى سُوق شعبي بمدينة الرباط، وعلى الفور وجدتُ عدداً من المغاربة يسارعون إليَّ لمساعدتي على النهوض، ويسألونني في لهفة عمّا إذا كنت قد أُصبت بسوء!! ".
ثم أردف هذا الموقف بما حدث له أثناء فترة مرضه قائلاً:
"ومرضتُ ذات مرة فوجدت عشرات من جيراني ومعارفي يأتون لزيارتي، ويحاول كل منهم أن يصنع لي شيئاً، فدهشت لهذا السلوك الإنساني الذي لم أجد له نظيراً في بلدي أمريكا، حيث الكل لا يهتم إلا بنفسه، وطابع الحياة المادية البحتة هناك يصبغهم جميعاً بالأنانية، ولهذا لايكترثون بما يصب الآخرين، فالمرء عندنا يكون محظوظاً إذا ساعده أحدٌ أو زاره أهله في أثناء مرضه، أو حتى سألوا عنه ... ولذا فإنني حين سألتهم عن الدافع الذي يحملهم على صنع كل هذا من أجلي بدون مقابل؟! ... أجابوا جميعاً: إن هذا هو ما يفرضه عليهم دينهم الإسلامي، ويأمرهم به رسولهم العظيم محمد (ص) .
ثم يستطرد قائلاً:
"إنه بعد مناقشات طويلة واسعة مع عشرات من علماء الإسلام تعلمت خلالها الكثير من أمور الإسلام، فازداد إعجابي به أكثر، ومع مرور الوقت وجدت عقيدة التوحيد تملأ عقلي وقلبي ... ومن ثم انكببت أدرس ترجمة لمعاني القرآن الكريم، وأستوعب ما بها حتى وجدت نفسي تتوجه إلى الله أن يهديني إلى الطريق المستقيم".
ويمتد نظره إلى بعيد سارحاً في أعماق نفسه وكأنه يسير أغوارها ليقول وهو يهز رأسه:
".. وبينما أقلب صفحات القرآن الكريم إذا بي أطالع تفسير الآيتين الكريمتين:
(لا تُدركُهُ الأبصارُ وهُوَ يُدرِكُ الأبصارَ وهوَ اللَّطيفُ الخبيرُ* قد جاءَكُم بصائر من ربّكُم فَمَن أبصرَ فلِنفسهِ ومن عَمىَ فعليها وما أنا عليكُم بحفيظٍ)(الأنعام/ ١٠٣_١٠٤) .