وثار شعوره الديني على أوضاع مبهمة، وألفاظ غامضة لا يستطيع فهمها، وانتهى به المطاف بعد بحث وجدل ومناظرات طويلة إلى رفض المسيحية، بعد أن تيقن أن المسيحية الحالية ليست هي مسيحية عيسى، بل لا تمت إليه بصلة، اللهم إلا اسماً.
ورأى "دينيه" أن يتجه إلى العقل يستمد منه الهداية إلى الطريق المستقيم ولكنه انتهى إلى أن العقل عاجز عن إشباع غريزته الدينية.. والتفت حوله: ماذا فعل أمثاله ممن شكّوا في المسيحية؟!.. لقد رأى أن كثيراً منهم قد اتجه إلى الإسلام، فاتجه إليه يستكشفه، فلم يجد ـ بعد دراسة عميقة ـ سوى القرآن، ذلك الكتاب الوحيد الذي لم ينله التحريف ولا التبديل، وحاول الاستزادة، فعرف عن الكثير عن الإسلام بحكم معايشته للبيئة الإسلامية، وقد تمخضت هذه المعرفة عن اعتناقه للإسلام باقتناع تام.. بل تمخض عنه أكثر، قيامه بالدعوة الإسلامية، ووضعه لعدة مؤلفات قيمة مثل "محمد رسول الله" بالاشتراك مع سليمان الجزائري وقام بترجمته إلى العربية الدكتور عبد الحليم محمود، ومحمد عبد الحليم محمود..، وأشعة خاصة بنور الإسلام" ترجمة راشد رستم إلى العربية.. "والحج إلى بيت الله الحرام".. و"الشرق في نظر الغرب" ... وغيرها.
[٣٩-المفكر السويسري روجيه دوباكييه]
نشأ في بيئة مسيحية بروتستانتية، غير أنه تأثر بالفلسفة الحديثة، ولا سيما الفلسفة الوجودية، فقد كان يعتقد أن الأديان معتقدات خرافية.