وفي النهاية لك يا من تبحث عن الحقيقة القدوة في صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم الذين كانوا من أهل الكتاب ثم اعتنقوا الإسلام..وسنورد هنا قصصاً لهم أعدها الدكتور محمد المسير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر.
نبدأ بقصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه. الذي ظل يبحث عن الحقيقة سنوات حتي وصل اليها. أتركك مع قصته العظيمة..
قصة اسلامه مجموعة مواقف للبحث عن الحق، تترفع عن المال والجاه بل تصل إلي موقف لا نعلم له مثيلاً حيث يفقد حريته ويباع عبداً ويعمل خادماً..كل ذلك كي يحقق هدفاً إيمانياً يرضي الله به، ويحظي فيه بلقاء خاتم الأنبياء والمرسلين.
نشأته:
ففي صحيح البخاري عن سلمان الفارسي: أنه تداوله بضعة عشر من رب إلي رب..وتفيض كتب السيرة بقصة إسلام ذلك الصحابي الباحث عن الحق (راجع الروض الأنف -١-٢٤٧ والسيرة الحلبية -١-٣٠٣-والسيرة النبوية لإبن كثير -١-٢٩٦) وفي صحيح البخاري أنه من رامهرمز وفي رواية: ولدت برامهرمز وبها نشأت وأما أبي فمن أصبهان..
وكان أبوه مجوسياً له في المجوسية قدم حتي صار دهقان قريته أي كبير أهل القرية. وجعل ابنه يجتهد في المجوسية حتي كان قطن النار أي الخادم الذي يقودها (بفتح القاف وكسر الطاء) ..
وذات يوم أرسله والده إلي ضيعة له يتولي شؤؤنها فمر بكنيسة وسمع أصوات المصلين بها فأعجبته صلاتهم وقال: هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه. ثم عاد إلي أبيه عشاء دون أن يعمل شيئاً في الضيعة وقص عليه ماحدث، فخاف الرجل علي ولده أن يترك دين أبائه فجعل في رجله قيداً وحبسه في بيته.