في البداية لم تأخذ عائلتي تحوُّلي هذا على محملٍ من الجِدّ، فقد ظنُّوا أنِّي أعلنت إسلامي اسميّاً فقط وأنِّي سأُواصل حياتي كغير مسلم وآكل لحم الخنزير. فيما بعد، عندما وجَدَت عائلتي أنِّي أصبحت مسلماً ملتزماً حدثت فوضى عارمة. وأصبحت الأمور أكثر فوضويَّة حين بدأتُ صيام شهر رمضان. لقد كنت على وشك أن أُطرد من البيت. واستمرَّت هذه الحال من التوتر لبضعة شهورٍ تلت. لم أكن خلالها أتناول طعامي في بيتي. واتُّهمت بأنِّي لم أعد أُحبُّ عائلتي. وكانت هناك مشاحناتٌ مستمرَّةٌ بيني وبين أفراد عائلتي. حاولت أن أشرح لهم الإسلام ولكنَّهم لم يفهموه.
وتشكَّل لديَّ خوفٌ من العودة إلى البيت، فكنت أبقى حتى وقت متأخِّرٍ من الليل خارجه. وفي أحد الأيَّام جاءت إليَّ أُمِّي وأخبرتني بألَّا أتأخَّر ليلاً. وقالت بأنَّ أبي قد عبَّر عن قلقه حيال ذلك. واقْتَرَحَتْ بأن أشتري طعامي الخاص وأنَّها ستُعِدُّه لي بشكل مستقلّ. أمَّا الآن فإنَّ معظم أفراد عائلتي يأكلون الطعام الحلال في البيت، لأنَّ من المناسب أكثر لأُمِّي أن تُعِدَّ الأطباق الَّتي يمكن أن يأكلها ليس فقط معظم أفراد العائلة بل وابنها المسلم كذلك. تحسَّنت الأوضاع في بيتي، إلَّا من بعض الإزعاج العرضي وغير المؤذي من عائلتي. الحمد لله