وادَّعى المسيحيُّون أيضاً بأنَّ الله تعالى تنقصه معاني الحب. لا أدري كيف يمكن للمسيحيِّين ادِّعاء مثل ذلك في حين أنَّ قول "بسم الله الرَّحمن الرَّحيم" هو روتينٌ يوميٌّ عند المسلم. بالإضافة إلى ذلك فإنَّ هناك ٩٩ اسماً لله تعالى تُلْقي الضَّوء على أسمى معاني الحب والرعاية الإلهيَّة في الإسلام. فكان يتوجَّب عليَّ رفض كلِّ الادِّعاءات الَّتي صنعها المسيحيُّون عن الإسلام، لأنَّه كان يتوجَّب عليَّ أن أكون عادلاً مع نفسي. فكلُّها كانت من وجهة النظر الكنسيَّة، وكان يتوجَّب عليَّ أن أعتبرها كذباً.
بعدئذٍ قرأت كتاب "محمَّدٌ في الإنجيل" وكتاب "إنجيل توما". حتى الآن كنت قد تلقَّيْت الكثير من الصَّدمات. أمَّا "مخطوطات البحر الميِّت" فقد كانت هي الصدمة الأخيرة الَّتي حطَّمت عقيدتي المسيحيَّة. لقد حاولت ولكنِّي لم أجد سبباً للبقاء على المسيحيَّة. فقد رأيت كلَّ الزَّيف الَّذي لم أكن أتوقع رؤيته فيها. لقد تفحَّصت بعنايةٍ وبكلِّ الطُّرق لأتأكَّد، فلعلِّي كنت مخطئاً، حتى لم يتبقّ لي ما أتأكَّد منه.
واصلت تعلُّمي عن الإسلام، من القرآن الكريم ومن كتبٍ أُخرى، ومن معلِّمين مسلمين كافحوا لإرشادي إلى طريق الحق.
وفي أحد الأيَّام سألني الأستاذ ذو الكفل:"أما آن لك أن تدخل الإسلام؟ " فلم أستطع أن أتفوَّه ببنت شفة. فكَّرت في ذلك مراراً وتكراراً، لكنِّي لم أجد سبباً واحداً يمنعني من دخول الإسلام، وعندها قرَّرت إعلان الإسلام، دين الحق.