لم يمكث طويلا في إستانبول بل عاد في نفس العام إلى بلدته، وانضم إلى إرسالية " لازارست " الفرنسية، ونشر لأول مرة في تأريخ الإرسالية منشورات فصلية دورية باللغة السريانية، وبعد ذلك بعامين انتدب من قبل اثنين من رؤساء أساقفة الطائفة الكلدانية في بلده لتمثيل الكاثوليك الشرقيين في مؤتمر " القربان المقدس " الذي عقد في مدينة " باري لو مونيال " في فرنسا، وفي عام ١٨٩٨م عاد إلى قريته " ديجالا وافتتح مدرسة بالمجان.
وفي عام ١٨٩٩م أرسلته السلطات الكنسية إلى سالماس، لتحمل المسئولية، حيث يوجد نزاعات بين بعض القياديين النصارى هناك، وفي عام ١٩٠٠م ألقى موعظة بليغة شهيرة، حضرها جمع غفير من طائفته وغيرها، وكان موضوعها:
(عصر جديد ورجال جدد) انتقد فيها تواني بني قومه عن واجبهم الدعوي.
ما هي دوافع إسلامه؟
يحدثنا عبد الأحد داود نفسه في كتبه عن هذه الدوافع، ومنها:
(١) عناية الله به، إذ يقول لما سئل: كيف صرت مسلما؟ كتب: إن اهتدائي للإسلام لا يمكن أن يعزى لأي سبب سوى عناية الله عز وجلب، وبدون هداية الله فإن كل القراءات والأبحاث، ومختلف الجهود التي تبذل للوصول لإلى الحقيقة لن تكون مجدية، واللحظة التي آمنت بها بوحدانية الله، وبنبيه الكريم صلوات الله عليه، أصبحت نقطة تحولي نحو السلوك النموذجي المؤمن) .
(٢) ومن الأسباب التي ذكرها أيضا والتي جعلته يعلن عصيانه على الكنيسة، أنها تطلب من أن يؤمن بالشفاعة بين الله وبين خلقه في عدد من الأمور، كالشفاعة للخلاص من الجحيم، وكافتقار البشر إلى الشفيع المطلق بصورة مطلقة، وأن هذا الشفيع إله تام وإنسان تام، وأن رهبان الكنيسة أيضا شفعاء مطلقون، كما تأمره الكنيسة بالتوسل إلى شفعاء لا يمكن حصرهم.