اغتاظ القسيس الكبير وجرده حتى من ملابسه وطرده من الكنيسة شر طردة، وظن أنه سيكابد الفقر يومين ثم يعود مستسمحا، كيف لا يظن ذلك وهم المادّيّون حتى الثمالة. خرج أخونا من الكنيسة قال: وأنا لا ألبس سوى ما يستر عورتي ولا أملك سوى هذا الدين العظيم الإسلام، وشعرت حينئذٍ أنني أسعد مخلوق على هذه البسيطة. سار ماشيا باتجاه المسجد الكبير وسط البلد وفي الطريق أخذ الناس يمشون بجانبه مستغربين، ويقول بعضهم: لقد جن القسيس، وهو لا يرد على أحد حتى وصل المسجد فلما هم بالدخول حاولوا منعه متسائلين إلى أين؟ وإذا بالجواب الصاعقة: جئت أُعلن إسلامي. عجباً، القسيس الأشهر في البلاد الذي تنصر على يديه المئات، الذي يظهر في شاشة التلفاز مرتين أسبوعيا، الذي يمثل النصرانية في البلد، الذي الذي الذي ..... يأتي اليوم ليُعلن إسلامه إنها سعادةٌ لا توصف، وفرحة لا تعبر عنها الكلمات، ولا تقدر على تصويرها الجمل والعبارات، إنه أنسٌ غامر، وإشراقة منيرة، وكأنّ بالتاريخ يدوّي بصيحة اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين، ومع فارق التشبيه إلا أنه رب إسلام شخص ٍ واحدٍ يجر خلفه إسلام المئات وإنقاذ العشرات من براثن التيه والضلال وحمأة الكفر والإنحلال.
المسلمون فرحون، هذا أعطاه بنطالا وذاك أعطاه قميصا وآخر وهبه الشال، حتى دخل المسجد وألقى بالمسلمين المتواجدين خطبة عصماء، أعلن فيها إسلامه انطلقت على إثرها صيحات التكبير وارتفعت خلالها أصوات التهليل والتسبيح، استبشارا وفرحا بإسلام مَن طالما دعاهم إلى الضلال، إذا به اليوم يدعوهم إلى الهداية والإسلام، وخلال يومين رجع الكثير الكثير ممن تنصروا إلى واحة دينهم الإسلام الوارفة الظلال، حيث ينعمون في ظله وكنفه بآثار الهداية وطمأنينة سلوك السبيل القويم وراحة البال والضمير والخير العميم. " الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب "