وهكذا فقد تأثر "روجيه دوباكييه" بفكر الفيلسوف الفرنسي "رينيه جينو" الذي أسلم، مثلما تأثر سابقاً بزياراته للدول الإسلامية، فبرغم الظروف المادية السيئة في تلك الدول فإن أهلها يتمتعون بقدر كبير من الإيمان الراسخ في نفوسهم، ولا توجد عندهم أزمات أخلاقية كالتي توجد بالغرب، وجعلت كثيراً من الشباب ينتحر أو يهرب من الحياة بتعاطي المخدرات، مما يعني في نظرهم أن الحياة ليس لها معنى أو قيمة ... ويصل إلى نتيجة يعبر عنها بقوله:
"لقد تبينت أن الإسلام بمبادئه يَبسُط السكينة في النفس ... أما الحضارة المادية فتقود أصحابها إلى اليأس، لأنهم لا يؤمنون بأي شيء ... كما تبينت أن الأوربيين لم يدركوا حقيقة الإسلام، لأنهم يحكمون عليه بمقاييسهم المادية".
ولذلك كان من المنطقي والتسلسل الطبيعي أن يجيب على الفور عندما سُئل: ما الذي جذبك نحو الإسلام؟.
"في البداية، إن الذي جذبني إلى الإسلام هو شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأن محمداً رسول الله ... فقد اكتشفت أن الإسلام دين متكامل، وكل شيء فيه مرتبط بالقرآن والسنة.. وفي اعتقادي أن الإنسان يمكن أن يتأمل في هذه الشهادة طيلة الحياة.
الشهادة تقول لا إله إلا الله.. وهذا يعني أنه ليس هناك حقيقة نهائية ودائمة سوى الله ... أما الفلسفة الحديثة فتقول إنه ليس هناك حقيقة سوى هذه الدنيا، ذلك ما تقوله الفلسفة الوجودية وغيرها ...
وقد دهشت لأن الإسلام يعبر عن الحقيقة التي تناساها العلم والفلسفة الحديثة".
ثم يستطرد حديثه بعد لحظة تأمل إلى بعيد ليقول:
"لقد تأثرتُ بالقرآن الكريم كثيراً عندما بدأت أدرسه، وتعلمتُ وحفظتُ بعض آياته.. والحمد لله فأنا أستطيع أن أقرأ فيه (٢) : وتستوقفني كثيراً الآية الكريمة: (وَمَن يبتَغِ غيرَ الإسلام ديناً فَلَن يُقبلَ منهُ وَهُوَ في الآخرةِ مِنَ الخاسرين)(٣) ... وقوله تعالى:(لا إكراهَ في الدين قَد تبيَّنَ الرُّشد منَ الغيّ)(٤) .