للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعرف السبب، فقد أخذت الدموع تنهمر على وجهي، ووجدت نفسي أنتحب بشدة.... وكلما ازداد بكائي، ازداد إحساسي بأن قوة خارقة من اللطف والرحمة تحتضنني. ولم أكن أبكي بدافع من الشعور بالذنب، رغم أنه يجدر بي ذلك، ولا بدافع من الخزي أو السرور ... لقد بدا كأن سداً قد انفتح مطلقاً عنان مخزون عظيم من الخوف والغضب بداخلي. وبينما أنا أكتب هذه السطور، لا يسعني إلا أن أتساءل عما لو كانت مغفرة الله عز وجل لا تتضمن مجرد العفو عن الذنوب، بل وكذلك الشفاء والسكينة أيضا ... ظللت لبعض الوقت جالساً على ركبتي، منحنياً إلى الأرض، منتحباً ورأسي بين كفي. وعندما توقفت عن البكاء أخيراً، كنت قد بلغت الغاية في الإرهاق. فقد كانت تلك التجربة جارفة وغير مألوفة إلى حد لم يسمح لي حينئذ أن أبحث عن تفسيرات عقلانية لها ... وقد رأيت حينها أن هذه التجربة أغرب من أن أستطيع إخبار أحد بها. أما أهم ما أدركته في ذلك الوقت فهو أنني في حاجة ماسة إلى الله وإلى الصلاة، وقبل أن أقوم من مكاني، دعوت بهذا الدعاء الأخير: «اللهم، إذا تجرأت على الكفر بك مرة أخرى، فاقتلني قبل ذلك، خلصني من هذه الحياة ... ومن الصعب جداً أن أحيا بكل ما عندي من النواقص والعيوب لكنني لا أستطيع أن أعيش يوماً واحداً آخر وأنا أنكر وجودك» .

........................................

(١) الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح أثر ماء الوضوء، تارة، ويدعه تارة، وقال بعض العلماء أن تركه محمول على قصد التبرد وليس قصد التقرب، وبعضهم ذهب إلى أن السنة ترك المسح أحيانا، وفعله أحيانا والله أعلم ...

(٢) الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يلمس بإبهاميه شحمة أذنيه، وإنما كان يرفع يديه عند التكبير حذو منكبيه أو حذو إذنيه مضمومة الأصابع مستقبلا بكفيه القبلة.. والله أعلم..

المصدر: إحدى الصحف السعودية

<<  <   >  >>