رسالة الإسلام أعطت تصورا، ومنحت البشرية حضارة لا مكان فيها للقومية، لا مصالح شخصية، لا طبقية، لا كنيسة، لا كهنة، لا طبقة نبلاء متوارثة، فى الحقيقة، لا شئ متوارث على الإطلاق. ومن أهم الميزات فى هذه الحضارة ... ميزة لم توجد فى أى تحركات للإنسان عبر التاريخ ... أنها نشأت عن قناعة وإتفاق تطوعى بين معتنقيها والله. هنا، التقدم الإجتماعى ... مخالف عما حدث فى المجتماعات الأخرى ... لم يحدث نتيجة لضغوط، ومقاومة لهذه الضغوط، نتيجة للمصالح المتعارضة، ولكن كجزء لا يتجزأ من تعليمات أصيلة. وبكلمات أخرى، هناك عقد إجتماعى متأصل فى النفوس، يسيطر على جذور الأعمال ... ليس نتيجة أوامر صاغها من بيدهم الأمر دفاعا عن مكتسباتهم ... بل حقيقة متأصل جذورها فى الحضارة الإسلامية. فقد ذكر القرآن الكريم " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة......... فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ".