فأي محال في أن يغفر لهذا، ويعاقب هذا؟ بل وأي محال في أن يعاقب إنسانا، ثم يغفر له بعد ذلك، ويدخله الجنة؟
وهكذا يمكننا أن نفهم تعدد أسماء الله الحسنى على اختلاف ما بينها وأن نفهم تعدد أفعاله على اختلاف ما بينها، ما دام الفعلان المتناقضان لا يتحدان موضوعا، أو محمولا، أو زمانا، أو مكانا.. الخ أي لا يتحدان في النسبة الحكمية بين موضوع الفعل ومحموله.
فالله الفاعل المختار واحد، يفعل بإرادته كل فعل تقتضيه حكمته، وليس ذاتا موجبة لأفعال معينة، وكمالات الفاعل المختار على هذا النحو تبدو في تعدد أسمائه وأفعاله، وليس في هذا التعدد ما يوجب توزيعها على آلهة متعددة أو على آلهة مختلفة، لا إلهين اثنين، ولا آلهة ثلاثة، ولا أكثر من ذلك. وقيامها بالذات الواحدة أمر مفهوم على نحو ما قدمناه. وهذا هو مقتضى الكمال الإلهي ومقتضى التوحيد.
والقرآن يقرر أن كافة الصفات والقدرات والأسماء التى لا تحصى ولا تعد والتى أورد منها ٩٩ اسماً هى لإله واحد لا شريك له ولا مثيل، وأن هذه الصفات والأسماء إنما تدل على قدرة الله وتفرده بالقوة والعظمة.. يقول سبحانه:" هو الله لا إله إلا هو، له الحمد فى الأولى والآخرة، وله الحكم، وإليه ترجعون "[القصص ٧٠]
ويقول عز من قائل:" الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى "[طه ٨]
أما دعوة الثالوث، وعباد الثالوث، فيورد القرآن فيها حكمه القاطع! .. " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة، وما من إله إلا إله واحد، وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم "[المائدة ٧٣]