للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"في عام ١٩٦٣م كتبتُ مقالة طويلة عن الصّراع بين روسيا وأميركا، وقد قرأ الرئيس نيكسون هذه المقالة وهو في الطائرة. واستدعاني بعدها وكلّفني بوضع كتاب حول السياسة الخارجيّة الأمريكية وحول الشيوعيّة. ثمّ عملت مستشاراً للشؤون الخارجيّة منذ عام ١٩٦٨م، وكنتيجة لهذا الكتاب عُينتُ نائباً للرئيس نيكسون للأمن القوميّ في البيت الأبيض، وكان هناك أربعة نوّاب للرئيس كنتُ أحدهم. وفي عام ١٩٦٩م عندما استلم هنري كيسنجر وزارة الخارجية أنهى عملي بسبب ٢٥ ورقة كانت في كتابي تضمّنت موضوع فلسطين، وقد اقترحتُ يومها تشكيل دولتين: يهوديّة وفلسطينية، وقد بُحِثَ هذا الموضوع لسنوات عديدة على أعلى المستويات في دوائر الولايات المتحدة وفي البيت الأبيض. ولكنّ كيسنجر كان ضدّ كل انسان يبحث في هذا الموضوع.. ووقف كيسنجر ضدّي في كلّ مجال دخلتُ أو عملتُ فيه، ثمّ عينني نيكسون نائباً لإدارة شؤون احدى الولايات في البيت الأبيض، كما عملتُ في مسألة (ووترغيت) .

بعد فضيحة (ووتر غيت) وجدتُ أنّني لا أستطيع أن اؤثّر على سياسة الولايات المتحدة بشكل فعّال من داخل الدولة. ورأيتُ أنّ الحلّ الوحيد لإزالة الظلم هو انشاء حركة فكريّة تعود للمثاليّات في أمريكا، وتنادي باستعادة التراث الأمريكي الذي كاد أن يضيع.. هذا التراث الذي ضاع. هذه المثل العُليا لم تعد موجودة في أمريكا. ولكنّي وجدتها في الإسلام. لذلك أرى أنّ الطريق الى انعاش التراث الأمريكي سيكون عن طريق الإسلام وهذا ما أقوم بالعمل عليه منذ اسلامي عام ١٩٨٠م".

<<  <   >  >>