وكان الذين يعملون مع بيرت الابن في هذه المكتبة الإسلامية يقومون ببيع الكتب والنشرات الإسلامية، والغريب أن من بينها كتابًا بعنوان "الإسلام والتلفزيون". وكان جوناثان الشخص غير الآسيوي الوحيد الذي يعمل في هذه المكتبة الإسلامية. كما أنه الوحيد الذي يعمل في المركز الذي تتبع له هذه المكتبة، ويقوم بتعريف الزوار عن الدورات التي تدرس كاللغة العربية والعادات الإسلامية.
وإن عمل جونثان في المكتبة خلال عطلة الصيف ناجم عن اهتمامه بالإسلام الذي ربط به مصير حياته طوال تسع سنوات. وعلى الرغم من نشأته الغربية فإنه كان فخورًا باسم يحيى، وهو الاسم العربي المقابل لاسم جونثان. وكانت أحاديثه تتضمن اقتباسات باللغة العربية من القرآن الكريم.
شهر العسل:
وفي يوليو (تموز) عام ١٩٩٧ تزوج بيرت الابن من فتاة هندية مسلمة اسمها فوزية بورا. وفي شهر العسل زارا سوريا والأردن والقدس الشرقية، وذلك حبًّا في التعرف على الآثار الإسلامية في تلك المناطق.
وعندما نشأ بيرت الابن في منزل أسرته مع والده بيرت الكاثوليكي وأمه الفنانة المولودة في أمريكا جين ليك وشقيقته الصغرى إليزا، لم يظهر جونثان في صغره ميولاً تنبئ بمستقبله الديني.
إن والده بيرت الكاثوليكي المذهب، اعترف بأنه لم يكن يكترث كثيرًا بمسألة إيمانه، حيث يقول:"لم أكن رجل دين ولكن كنت أحترم الدين".
وعندما كان بيرت الابن في جامعة مانشستر البريطانية يدرس التاريخ الحديث والعلوم السياسية التقى بطالب مسلم غيّر تفكيره نحو الدين إلى الأبد. وبدأت تتغير نظرته تجاه الدين، وكان لزميل مسلم له في الحجرة أثر كبير في حدوث هذا التغيير. كما أن هذا الزميل المسلم أثر فيه بسلوكه وطريقته في الحياة. وينفي جونثان أن صاحبه هذا كان السبب في تحوله إلى الإسلام، ولكن يعتبره صاحب نفوذ كبير على قراره.