كذلك شرح لى زميلى المسلم بأنه فى الإسلام لا يوجد أى فصل بين الدين والدولة، فاقتنعت بذلك تماماً، حيث وجدت من الضرورى أن لا يقتصر الإيمان والاعتقاد الدينى على الشئون الشخصية فحسب، بل لابد أن يشمل كافة جوانب الحياة الإنسانية. وهذه صفة مميزة وخاصية فريدة للدين الإسلامى الحنيف. فهو لا يرفع شعار دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله، بل على العكس من ذلك تماماً إذ أن العبادة فى الإسلام لا تقتصر على المساجد بل تمتد لتشمل الحياة البشرية بأسرها.
ضغوط الواقع وحياة المرأة:
بعد هذا البيان النير والفهم الصحيح لطبيعة هذا الدين تضيف السيدة إيفا قائلة:
عندما كنت أمر فى هذه المرحلة من تجميع المعلومات والقيام بدراسات دينية فقد صادفت بعض المصاعب والعقبات، وكان عسيراً على نفسى أن أتقبل القيود التى يفرضها الإسلام على المرأة، والتى ظننت خطأ حينذاك أنها تحد من حريتها الشخصية، وهذه على كل حال هى نفس الحرية والتسيب الذى أعتدت أن انتقده فى ديانتى السابقة، وهى حرية يساء فهمها واستخدامها فقد اكتشفت أن الفهم النظرى شىء والتطبيق العلمى شىء آخر تماماً، وأذكر هنا اللباس الإسلامى للمرأة كان فى البداية مشكلة كبرى بالنسبة لى، وأظن أن هذا ينطبق على معظم السيدات الألمانيات المسلمات. فإلى جانب الإحساس بعدم الارتياح والشعور بالحر الشديد والمرأة فى لباس كامل فى الصيف، فقد كان من العسير على أن أصمد أمام اسئلة التهكم والاحتقار التى كانت توجه لى، وقد استمر ذلك حتى وفقنى الله إلى الرد بإجابات كريمة وردت لى اعتبارى أمام نفسى وأمام الناس، دون أن أحس بأننى قد أوذيت أو أخدش حيائى.