عندما كنت لا أزال نشيطاً في الكنيسة، تعرَّفت إلى مسلمةٍ فحاولت أن أُحدِّثها عن المسيحيَّة. ولكنَّها كانت على درجةٍ عاليةٍ من اليقين حول الحقِّ في دينها، مع أنَّها لم تكن تعرف كيف تشرح لي هذه الحقيقة. ولم تكن هناك أيُّ وسيلةٍ أستطيع بها إقناعها بالمسيحيَّة. والَّذي كان يدهشني دوماً هو أنَّ الكثير من المسلمين، حتى أُولئك الَّذين يُدمنون المخدِّرات، كلُّهم "مُتأَكِّدون حتى الموت" بأنَّ الإسلام هو الدِّين الحق. فقرَّرت سؤال صديقتي المسلمة عمَّا هو حقٌّ جدّاً بخصوص دينها ممَّا يدفع مُعتنقيه إلى التمسُّك به وعدم تركه. لكنَّها لم تكن تعرف كيف تشرح لي هذا الأمر، وبدلاً من ذلك أخبرتني بأن أحصل على ما أُريد من المعلومات عن الإسلام من دار الأرقم، وهي جمعيَّة مُعتنقي الإسلام في سنغافورة. وافقت على اقتراحها على الرغم من أنِّي كنت أعتبر الإسلام دين الإرهاب، وعلى أنَّه دينٌ لا منطقيَّة فيه. فقد كان فهمي يملي عليَّ بأنَّه إذا كان الدِّين صالحاً فإنَّ مُعتنقيه سيكونوا صالحين. وفي حالة المسلمين، الَّذين كنت أعرف القليل منهم، كان أُولئك الَّذين كنت أعرفهم "مسلمين غير صالحين". أذكر أنِّي كنت أعرف مسلمةً واحدةً صالحةً فقط، وذلك خلال سنيِّ دراستي في الكليَّة ولكنَّها لم تقم ولا بأيِّ مُحاولةٍ لنقل رسالة الإسلام لي. في ذلك الوقت، كان هناك بعض المسلمين الَّذين كانوا يحاولون نشر الرسالة الإسلاميَّة لي. وكانت عائلتي ضدَّ الإسلام بسبب ما كان دائم الحدوث في الشرق الأوسط؛ كما حدث أيضاً أن كان كلُّ العمَّال الملاويّين الَّذين وظَّفهم والدي من الكُسالى وسيِّئي السُّلوك.