"وهذا ما قُلْته كخاتمةٍ في رسالتي للدكتوراه. ولم يكن يهمُّني إنْ كانوا سيمنحوني الدكتوراه أم لا، لأنَّ هذه هي الحقيقة؛ وأنا كنت أبحث عن الحقيقة.".
وفي حالته الذهنيَّة هذه، ذهب إلى أُستاذه المحبوب فان بيرغر. ويستعيد ذكرياته قائلاً:
"أغلقت الباب، ثمَّ نظرت إليه في عينيه، وسألته: من كلِّ الأديان الَّتي في الدُّنيا، أيُّها هو الدِّين الحقّ؟ فأجابني: "الإسلام". فسألته: "فلماذا أنت إذاً لست مسلماً؟ " فقال لي: "أوَّلاً: أنا أكره العرب؛ وثانياً: هل أنت ترى كلَّ هذا الترف الَّذي أنعم فيه؟ فهل تعتقد بأنِّي سأتخلَّى عن كلِّ ذلك من أجل الإسلام؟ " وعندما تفكَّرت بجوابه، بدأت أتفكَّر بحالتي الخاصَّة أيضاً".
فمنصب موايبوبو، وسياراته، كلُّ ذلك خطر في باله. لا، فهو لا يستطيع إعلان الإسلام. وهكذا -ولسنةٍ كاملةٍ- نحَّى هذه الفكرة عن خاطره. لكنَّ رُؤى بدأت تلاحقه، وآياتٌ من القرآن الكريم دوامت على الظُّهور أمامه، وأُناسٌ موشحون بالبياض يأتون إليه، "خاصَّةً في أيَّام الجُمَع"، حتَّى لم يستطع أن يقاوم أكثر.
وهكذا أعلن إسلامه رسميًّا في الثَّاني والعشرين من شهر كانون الأوَّل. وهذه الرُؤى الَّتي قادته إلى ذلك، ألم تكن بفعل الطَّبيعة الخُرافيَّة للأفارقة؟ ويحدِّثنا عن ذلك موايبوبو قائلاً:
- "لا؛ لا أظنُّ بأنًّ كلَّ الرُؤى سيِّئة. فإنَّ هناك تلك الرُؤى الَّتي تهديك للاتجاه الصَّحيح، وتلك الَّتي لا تفعل ذلك. أمَّا هذه -على وجه الخصوص- فقد قادتني إلى الطَّريق الصَّحيح، إلى الإسلام.".
ونتيجةً لذلك قامت الكنيسة بتجريده من بيته وسياراته. ولم تستطع زوجه تحمُّل ذلك فحزمت حقائبها وأخذت أولادها وتركته، وذلك على الرغم من تأكيد موايبوبو لها بأنَّها ليست مُلزمةً بدخول الإسلام. وعندما ذهب إلى والديه، الَّلذيْن كانا أيضاً قد سمعا بقصَّته: