مرده الغيرة على السنة، يقول: تنقح كتب المصطلح حتى من مسائل الأصول، حتى من مسائل الأصول، لكن هناك تداخل بين مسائل المصطلح، ومسائل الأصول، يعني بحث السنة مبحث كبير بل قطب يبحث في كتب الأصول، هل نقول: لا ندرس الأصول، أو نحذف السنة من كتب الأصول، ونحرم من أراد أن يتخصص؟ وهو لا بد من دراسة المصطلح في كتب الأصول؛ لأنه لا يتم له الاستدلال إلا بالكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس، والأصول المختلف فيها عاد معروفة، فإذا أراد أن يحتج لا بد أن يبحث له في كتب الأصول نعم عن مباحث السنة، أو نقول: نرفع هذا القسم من كتب الأصول، وندخل فيه متن من متون المصطلح المعروفة عند أهل العلم، يعني نقرأ كتب الأصول، وننظر فيها، ونتفحصها، ونقبل الحق، ونرد غيره، والمتأهل حقيقة لا يقف في طريقه مثل هذه الأقوال.
قلت: وقد قال أبو المعالي ... واختاره تلميذه الغزالي
وابن الخطيب الحق أن يحكم بما ... أطلقه العالم بأسبابهما
أي بأسباب الجرح والتعديل، وقلنا: أن هذا القيد، واشتراط كونه عالماً بالأسباب لا أثر له؛ لأنه لا يقبل الجرح، والتعديل إلا من العالم بأسبابهما، سواء بيَّن، أو لم يبيِّن، لا بد أن يكون عارفاً بأسبابهما على ما سيأتي -إن شاء الله تعالى-.
الفصل الخامس من الفصول الثلاثة عشر:
وقدموا الجرح وقيل: إن ظهر ... من عدل الأكثر فهو المعتبر